شيءٌ من اللغة العربية… الحروف الزائدة بقلم الدكتور مديح الصادق/كندا

شيءٌ من اللغة العربية… الحروف الزائدة

بقلم الدكتورمديح الصادق…

أطيب التحايا مع الاعتزاز، صديقاتي الطيبات، أصدقائي الطيبين، وكل عام وأنتم بخير، وعيد فطر سعيد، في اللغة العربية حروف زائدة، أي أنها تُكتب ولا يُنطق بها، هي:

أولاً- الألف الفاصلة بعد (واو الجماعة):

لقد سُمِّيت هذه الألف الألف الفاصلة لأنها تُفرّق بين (واو الجماعة) الواقعة فاعلاً، وكل من (واو جمع المذكر السالم) في حال الإضافة، والواو الأصلية في الكلمة، كما في الأمثلة التالية:

أ- منتفضو ساحةِ التحريرِ فيها صامدونَ.

الواو في (منتفضو) هي (علامة جمع المذكر السالم)، وهي حرف، حذفت منها النون لإضافة جمع المذكر السالم إلى مابعده، وهنا لا يجوز إضافة الألف بعدها.

ب- حضروا، ولم يتراجعوا عن مطالبهم، ولن يستسلموا، قلنا لهم: اصمدوا.

الواو في الماضي (حضروا)، وفي المضارع المجزوم (لم يتراجعوا)، والمضارع المنصوب (لن يستسلموا)، وفي الأمر المبني (اصمدوا) ؛ هي (واو الجماعة)، وهي

ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

للتفريق بينها وواو جمع المذكر السالم، الوارد ذكرها؛ أضيفت هذه الألف.

ج: يُخطئ كثيرون في إضافة هذه الألف بعد (الواو الأصلية في الكلمة)،نحو:

نحنُ ندعو للخير، وأنتَ تدعو، وهي تدعو، وأنا أدعو للخير.

أما في حال كان الفاعل (واو الجماعة)؛ فإن الألف الفاصلة تضاف بعدها

للدلالة عليها، في الماضي، والمضارع المجزوم، والمضارع المنصوب،

والأمر، نحو:

الطيِّبونَ دعوا لفعلِ الخير.

لن يدعوا للشر.

الأشرارُ لم يدعوا إلا للشر.

قلنا لهم: ادعوا للخير؛ فما سمعوا.

لقد تكرر حرف الواو مرتين، واو الفعل الأصلية، وواو الجماعة، فحذفت الواو

الأصلية، وبقيت (واو الجماعة)؛ بدليل زيادة الألف بعدها.

الخلاصة: تزاد هذه الألف بعد (واو الجماعة)، الفاعل، في حالات الماضي،

والمضارع المجزوم، والمضارع المنصوب، والأمر.

لا تزاد بعد (واو جمع المذكر السالم) في حال الإضافة إذ تحذف منه النون،

ولا بعد (الواو الأصلية في الفعل)، إلا إذا جاءت بعدها (واو الجماعة) فاعلاً.

ثانياً- تزاد الألف في آخر بيت الشعر، وتسمى ألف الإطلاق، قال الشاعر:

أَبَا هِنْـدٍ فَلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا وَأَنْظِـرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْنَــا

بِأَنَّا نُـوْرِدُ الـرَّايَاتِ بِيْضـاً وَنُصْـدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رُوِيْنَـا

ثالثاً- تزاد الألف عند تنوين الاسم النكرة المصروف في حالة النصب، نحو:

كرَّمْنا طالباً مجتهداً.

لا تزاد هذه الألف إذا انتهت الكلمة بأحد الحروف التالية:

التاء المربوطة: تلقيتُ هديةً ثمينةً.

الهمزة المتطرفة المسبوقة بألف: كان شتاءً قارسَ البردِ.

الاسم المقصور: وجدَ المستكشفونَ لُقىً ثمينةً.

الاسم المنتهي بهمزة على الألف: زرتُ مرفأً على الشاطئِ.

رابعاً- تزاد الألف في كلمة (مائة)، في حال الإفراد، أو التثنية، أو التركيب.

نحو: مائة، مائتان، ثلاثمائة، تسعمائة، ولا تزاد في الجمع، نحو: مئات.

(مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ} 261. البقرة.

خامساً- تزاد الواو في اسم الإشارة (أولاءِ) أو (أولئكَ) عند إضافة الكاف للبعد.

أولئكَ الشعراءُ لم ينفكُّوا للوطنِ يُنشدونَ.

سادساً- تزاد الواو في كلمة (أولو) بمعنى أصحاب، وهي ملحقة بجمع المذكر السالم.

أولو العلمِ هم الفائزونَ.

سابعاً- تزاد الواو في كلمة (أولات) بمعنى صاحبات، وهي ملحقة بجمع المؤنث

السالم.

{وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} (4). الطلاق.

ثامناً- تزاد الواو في الاسم (عَمْرو) المصروف؛ لتمييزه عن الاسم (عُمَر) الممنوع من الصرف.

حضرَ عُمَرُ. قابلتُ عُمَرَ. سلَّمتُ على عُمَرَ.

حضرَ عَمرٌو. قابلتُ عَمْراً، سلَّمتُ على عَمْرٍو.

لم نحتج للواو في حال النصب لأن التنوين يميزه، الرفع يوضع على الراء، والجر تحته.

عسى أن نكون قد وفقنا لما فيه الفائدة للجميع، وعذرا للسهو أو التقصير.