×

ألف باء…//الحلقة الثانية//القلم…//بقلم د. ناصر زين الدين

ألف باء…//الحلقة الثانية//القلم…//بقلم د. ناصر زين الدين

ألف باء…

إنها فقرة أسبوعية على حلقات من إعداد وتقديم د. ناصر زين الدين، تبحث في أمور اجتماعية وثقافية وإنسانية على صعيد المجتمع العربي، توثّق في المجلة الإلكترونية لمنتدى ثورة قلم ومنصة ثقافة إنسانية لتكون منبرا لعرض بعض القضايا الإنسانية الاجتماعية في عالمنا العربي، في الواقع والغربة على حدٍّ سواء.

الحلقة الثانية:

القلم…

بقلم د. ناصر زين الدين

يقفُ منتصباً كعادته، يتبخترُ في مشيته في كل خطوة ينظر في كل الاتجاهات في تمعنٍ يتبجح بألوانه المتعددة الربيعية المتماوجة كبحرٍ تضرب على سطحه الرياح الغريبة لمسكه فيفرّ منها كالأحرار، حرٌّ في نظراته، في حركاته، وفي وقته… عندما يقترب مجيء الشمس  تكمش مخالبه في عليائه معلنةً الهيبةَ حيث أينما يقف تترك مخالبه أثراً لا يمحوه الزمن، ينظر إلى اليمين والشمال حتى إلى الوراء للتأكد من حريته ويصيح كالثورة فيمزق كعادته سكون الصباح دون إذنٍ حيث أنّه يُعلن اقتراب الصباح وصعود الشمس حين يبدأ النهار بثورته، مخالبه تترك أثراً لا ينام وصوتُه لا يُنسى كما الزلزال يكسر الصمتَ،  فتعود الحياة إلى منطقته بعد هدوء الليل ونوم عميق لحاميته…

ديكٌ حيٌّ يعرف أنّه سيموتُ ذبحاً كباقي الأحرار من جيله، لكنّه يبقى مرفوع الرأس مع أنّه ذاهبٌ إلى النحرِ… يفعل ما يجب عليه أن يفعله دون إذنٍ من أحدٍ وإن كان هذا الأحد هو الفلاح الذي يرأسه ويُطعمه ويرأس مزرعته، هو الديك الحي الذي يعيش في مزرعة الفلاح ويهتمُّ بعمله لكنّه الحر في قراره كالقلم الذي لا يختار مصيره في مجتمعه لكنّه يختار حريته بعيداً عن الانجرارات، يحمل في طيّاته ألوان الاختلاف ورموز الثورة الإنسانية ويترك أثر مخالبه في مكان تحركه، يرسم الحياة بصوته، صوته ثورةٌ  لا تنضب… منتصب القامة مرفوع الرأس يصبُّ الحبر دماءً للحياة… قلمٌ، ثورةٌ… فحياة… دربُ ثقافةٍ لبناء الإنسان.   

About The Author

Contact