×

أنتِ والقمر… // الشاعر ناصر زين الدين // لبنان

أنتِ والقمر… // الشاعر ناصر زين الدين // لبنان

أنتِ والقمر….

بقلم الشاعر ناصر زين الدين

تَهربينَ…

أنتِ والقمرُ…

وفي ليلتي الحزينةِ…

كنتُ أجلسُ على مقعدي القديمِ…

أتأمَّلُ سماءَكِ…

أحملُ لكِ كلمةَ شعرٍ…

أقولُها لفيكِ…

.

ونغمتي الحزينةُ…

يردِّدُها قلبي…

أحبُّكِ…أحبُّكِ…

******************

أخافُ عليكِ..

 يا صغيرتي…

يا قمري الهاربَ…

في دنيا الخوفِ…

أخافُ…

أن يكونَ هنالكَ ضبابٌ…

يطوفُ حَولَ ضيائِك…

أسيرُ مُتردِّدَ الخطواتِ…

أسبحُ أرضاً…

جريحاً…

والقلبُ ينزفُ…

أعرفُ…

أنَّ السماءَ لا تسمعُني…

أعرفُ…

أنَّكِ بعيدةٌ…

عن قصائِدي…

.. تبكي القصيدةُ…

وتتخبَّأُ أحرفُها…

خجلاً من زمنِ الحبِّ…

***************

أعرفُ أننّي…

لم أعدْ أجلسُ على مقعد خشبيٍّ…

انتهى مقعدي…

انتهى مقعدي، وصرتُ أطوفُ السرابَ…

أراكِ ولا أراكِ…

أحلمُ في ليلةِ العيدِ…

حينَ كُنًّا صغيرينِ…

نركضُ على الشاطئِ الأبيضِ…

ونرمي ما جمعناهُ في النهارِ…

في تلكَ المياهِ الغاضبةِ…

ونقولُ:

خبئِي لنا أسرارَنا…

*****************

جميلٌ… أن أتذكرَ…

جميلٌ… أنْ أبحثَ عن سرابٍ…

وجميلٌ… أنْ أقفَ فارغَ اليدين…

نازفَ القلبِ…

أراقبَ الموتَ والإنسانَ…

****************

قمرٌ…

هو أنتِ…

سابحةٌ في أسرارِ السماءِ…

في الصفاءِ…

في لهفةِ اللقاءِ…

في تلألؤِ النجومِ…

وأنا الذي أراقبُ…

***********

مقعدٌ خشبيٌ قديمٌ…

أكلهُ الزمنُ…

أوراقٌ صفراءُ تعزفُ الموسيقا…

أنغامَ النهايةِ…

…لنْ أقول:

إنّي لم أُحبِبْ…

لنْ أقولَ:

إنّي كرهتُ زمني…

سَمِعَ صوتِي القديمَ ذلكَ البحرُ…

وكتبْتُ على صخورهِ…

“”أُقسمُ إنّي أحبّكِ””

 حَمَلَ تاريخاً ذهبياً لعاشقينِ…

لنْ أتذكرَ أحداً أحبَّ…

أو يُحبُّ… مثلما أحببنا…

هو اليأسُ…

هو الحزنُ…

أنْ أتذكّرَ…

هو القتلُ…

وأعرفُ أنّني لنْ أقتلَ…

أطلقتُ الحياةَ لقلبكِ…

وأنتِ التي أسميتنني…

…””إلهاً “”…

فالإلهُ يبكي…

أنتِ التي أطلقتِ ضياءكِ…

فوق قلبي…

كنتُ جاهلاً…

لا أعرف الدينَ…

جعلتِ مني الديانةَ…

كنتُ ضائعاً…

لا أعرفُ الطريقَ…

جعلتِ مني الدربَ…

أنا الذي كتبَ…

قصةَ الدموعِ فوقَ كلِّ نجمةٍ…

أنا من لوّنَ النجومَ الحمراءَ…

وجعلتُ الأزقةَ…

تبتلعُ نيرانَها…

الآن تَبتلعُنِي…

*************

كنتُ أجلسُ على مقعدي…

النهرُ يُكلّمني…

والعينُ تُغازلني…

والصفحةُ الزرقاءُ التي تفترشُ صدرَ السماءِ…

تعلّمُني الشعرَ…

وبعدَ أنْ أصبحتُ شاعراً…

بعد أنْ جعلتُ من الزهورِ…

عطراً…

تَحملُني لألآتُ النجومِ…

إلى جهنّمَ…

إلى حيثُ النيرانَ…

إلى أنْ يحترقَ قلبي…

***************

تهربينَ…

أنتِ والقمرُ…

والدموعُ تسرقني عنكِ…

تحملني…

جمرةً يأكلُها الرمادُ…

يحضنُها الرمادُ ويخبّئُها…

كي لا تلمسَ العالمَ…

****************

أنتِ والقمرُ…

وأنا… الذي رافقكُما…

غُرّبتُ عنكما…

لحناً غريباً أسمعُ…

صوتَ الأوراقِ لم أتعوَّدَ…

يُخيفني…

يُرعبني…

والقمرُ يضحكُ…

مقعدي تكسَّرَ…

والمرجةُ الخضراءُ… تذبلُ وتصفرُّ…

وزهرةُ الشقائقِ…

تهربُ من نهرِ إبراهيمَ…

كأنّي لم أعدْ آدونَ…

كأنَّ الصوتَ…

الذي صرخ في السماءِ…

“”آدونُ…آدونُ…””

لمْ تعُدْ تتذكرُهُ عشتارُ…

تَقْطَعُ البحارَ…

وتُغْرِقُ الأسطورةَ…

والصخرةُ…

التي حَفَرْنا عليها العهدَ…

تتكسَّرُ….

*/*/*/*/*/*/

لمْ أعدْ أطلبُ حياتي…

لمْ أعدْ أطلبُ مماتي…

أنظرُ إلى السماءِ…

إلى النجومِ…

وأرقبُ النجمَ الأحمرَ…

لربّما أعادَ لي…

بسمةَ عشتارَ الخجولةِ…

لكنَّ السرابَ يعلو…

ويُخَبِّيءُ القمرَ…

************

أنتِ…

أنتِ والقمرُ…

تنامانِ على بقايا…

من مقعدي المكسَّرِ…

**/**/**/**/**/

About The Author

Previous post

جدلية الحزن والألم من خلال المجموعة الشعرية (لي في العراق حبيبة)//للشاعر العراقي مديح الصادق، بقلم الناقد محمد الهادي عرجون، من تونس

Next post

تغريدات نخلة // الجزء العاشر من كتاب منصة النقد الخاص بالقصة القصيرة للدكتور مديح الصادق ويحتوي على قراءات نقدية متعددة ..إعداد مجلة تغريدات نخلة / نوفمبر- تشرين الثاني 2020 م

Contact