×

أَهْلُ الأرْضِ // الشاعر محمد نعيم بربر // لبنان

أَهْلُ الأرْضِ // الشاعر محمد نعيم بربر // لبنان

  أَهْلُ الأرْضِ                           

( من بحر الكامل )              

 كُلُّ  الْخَلائِقِ فِي الْوُجُوْدِ رَهَائِنٌ

مَا بَيْنَ ذِي فَقْرٍ وَذِي أمْــــوَالِ

ذُو الْمَالِ بِالآمَالِ يَعْدُو مُسْرِعًا

وَيَعِيْشُ ذُو فَقْرٍ عَلَى الآمَــالِ

أمَّا الْحَقِيْقَةُ بَيْنَ ذَاكَ وَبَيْنَ ذَا

كَتَكَسُّرِ الأمْوَاجِ فَوْقَ رِمَــالِ

لا ذَاكَ يُرْضِيْهِ الْكَثِيْرُ أوِ الْغِنَى

أوْ ذَا يَصُوْنُ النَّفْسَ دُوْنَ سُؤَالِ

ألْكُلُّ يُؤْرِقُهُ نِظَــــــامُ حَيَاتِـــهِ

وَالْكُلُّ فِي حِلٍّ وَفِي تَرْحَـــــالِ

وَالنَّاسُ فِي رَكْبِ الْحَيَاةِ إلَى فَنًا

وَهَلاكُهُـــــــمْ مُتَسَـــارِعٌ لِزَوَالِ

لَكِنَّ فِي طَبْعِ النُّفُوْسِ أرَى الْوَرَى

يَتَسَابَقُوْنَ إلَى سَرَابِ مُحَــــــــالِ

أعْمَاهُمُ لِلسَّبْقِ فِي أطْمَاعِهِــــــمْ

عَبَثُ الْوَرَى ، وَتَصَارُعُ الأجْيَالِ

مَا عَــادَ هَمُّهُمُ الْقَنَاعَةَ وَالرِّضَا

أوْ لُقْمَةً فِي الْعَيْشِ أوْ فِي الْمَالِ

فَكَأنَّمَا فِي كُلِّ فَرْدٍ ، طَامِــــعٌ

مُتَسَـــــلِّطٌ بِالْحِقْــــــدِ وَالإذْلالِ

وَكَأنَّمَا فِي كُلِّ قَـــوْمٍ ، عُصْبَةٌ

قَدْ أشْهَرَتْ فِي الأرْضِ سَيْفَ قِتَالِ

حَسِبُوا النَّعِيْمَ مَلابِسًا وَمَبَاهِجـــًـا

وَمَفَاتِنــــًــا ، مِنْ مُتْعَــــةٍ وَدَلالِ

وَنَسُوا الْحَقِيْقَةَ ، خِدْعَةً وَتَمَلُّقًـــا

سَتُحِيْلُهُمْ بِـغَــدٍ إلَى أطْـــــــلالِ

فَمَقَابِرُ التَّارِيْخِ بَعْضُ شَوَاهِـــدٍ

وَكَوَارِثُ الأيَّامِ بَعْضُ مِثَــــالِ

وَالْمَوْتُ حَقٌّ ، شَاهِدٌ عِنْدَ الْوَرَى

لِلْخَالِقِ الدَّيَّانِ ، لِلْمُتَعَـــــــــالِي

لَوْ كَانَ كُلٌّ بِالْقَنَاعَةِ يَرْتَضِي

حُكْمــــًـا ، لآلَتْ حَالُهُمْ كَمَآلِي

وَرَأيْتَ أهْلَ الأرْضِ فِي أحْوَالِهِمْ

يَتَعَايَشُوْنَ مَعًا بِأحْسَنِ حَــــــالِ

يَتَقَاسَمُوْنَ الْخَيْرَ ، قِسْمَةَ عَادِلٍ

مِنْ دُوْنِ ذُلِّ مَجَاعَةٍ وَنَكَـــــالِ

ألْكُلُّ يَهْنَأُ بِالسَّلامِ وَبِالرِّضَــــا

وَالْكُلُّ يَنْعَمُ قَانِعــًـا بِحَـــــــلالِ

فَاللهُ أوْدَعَ فِي الْحَيَـــــاةِ كُنُوْزَهُ

لِلنَّاسِ مِنْ نِعَمٍ وَفَيْضِ غِـــلالِ

وَهِبَاتُ هَذِي الأرْضِ خَيْرٌ لِلْوَرَى

مِنْ أعْدَلِ الْحُكَّــــــــامِ وَالْعُـــــدَّالِ

وَهَبَ الْحَيَـــاةَ لِحِكْمَةٍ ، سُبْحَانَــــهُ

رَبِّ الْقَضَـــا ، وَمُغَيِّرِ الأحْـــــوَالِ

 محمد نعيم بربر

About The Author

Contact