×

تَلاشٍ . . .// الدكتورعبد الجبّار الفيّاض…// العراق

تَلاشٍ . . .// الدكتورعبد الجبّار الفيّاض…// العراق

عبد الجبّار الفيّاض… من العراق

(خاص ليوم اللّغة العربيّة)

تَلاشٍ . . .

د.عبد الجبّار الفيّاض… من العراق

عشقتُها فيكَ

برائحةِ عنبرِكَ المَسفوحِ على سيقانِ سنابلِه

لم يَشممْهُ أحدٌ إلآ شُفيَ من كُلِّ داءٍ إلآ من مسٌّ عِشق . . .

بطعمِ تمرِكَ البرحيِّ هديةً من عمّةٍ كريمةٍ

أطعمتِ العذراءَ جَنيّاً من غيرِ مَنّ . . . ١

بتبرعُمِ الحياةِ على أكتافِ رافديْنِ تعانقا بقبلةٍ

لنْ يفترقا ما حَلِمَ ليلٌ بمطلعِ فجرِه . . .

. . . . .

إنّكَ أحياناً هي

في موكبٍ سومريّ

يستقرُّ في سُرّةِ الكونِ إلهاً

يهَبُ الجُلّنارَ لخدودِ عذارى زقّورةٍ عقُمتْ أنْ تلدَ كمثلِها عُصور . . .

نغَمٌ بحريّ على شفةِ الخليج

يهزُّ أشرعةَ الحَنين

لعودةِ نوتيٍّ أضاعَ ذاكرتَهُ في بحرٍ

يغتصبُ أمواجَهُ عاصفُ ريح . . .

لكنَّهُ عادَ لحبيبةٍ

غزلتْ أيامَ وحشتِها ثوبَ لِقاء . . .

. . . . .

أحببتُكَ فيها من ألفِكَ المُشرئِب ليائِكَ المُندَسِّ في حبلِ الوَريد . . .

عشقتُها

عشقيَ أثداءَ باسقاتِكَ بظلالٍ

يتوسّدُهُ عاشقٌ

يحلمُ بما تمنّعَ عليهِ في المنامِ معشوق . . .

بقبضةِ خِصبٍ

تحملُها عشتارُ ليبابٍ

يغزلُها المطرُ سنابلَ لجفافٍ

تنزّلُهُ السّماءُ سوطَ جوع . . .

لكنّكَ طاعمٌ على مدى ما كنتَ فيهِ تُزار . . .

. . . . .

ننّارُ ٢

تهبطُ . . .

تستحمُّ بلُجةِ هورِكَ الدّافيءِ بأنفاسِ قصبٍ

تداعبُهُ الرّيحُ مزاميرَ

تعزفُ البقاءَ

أنْ سلامٌ على سيّدِ النّور . . .

خرجَ منهُ

وإليهِ الأنبياء . . .

حنانيْكِ أيّتُها السّماء

هل أتاهُ زمنٌ

لا يهتفُ لهُ فيهِ صوتٌ إلآ صُلب ؟

. . . . .

بعيونِها

عشقتُ سوادَ ليلكَ العبّاسيِّ على أنغامِ وترٍ هاربٍ غيثاً لزمانِ وصلٍ في قُرطبة . . .

أراها في لياليكَ الألفِ

تمشّطُ لشهرزادَ جدائلَها على ضفافِ دجلتِكَ على وقعِ( لمّا بدا . . . ) . . . ٣

أتذوبان

أنتَ

هيَ

كما أذوبُ أنا

لرفيفِ جفونِ خَجلٍ تحتَ خِمار ؟

تُرى

أَيملُكُ العُشاقُ رهيفَ قلبٍ

يهزءُ بكُلِّ ما تستبطنُهُ جماجمُ

خلتْ من نافذة ؟

. . . . .

أتذكُرُ بلقيسَكَ المَلاك

لمْ يُنكّرْ لها عَرش

ما كشفتْ . . .

إذْ خطفَها على حصانِهِ الأبيضِ ذلكَ الدّمشقيّ الشّفيف ؟

لتكونَ أيقونةَ عشقٍ خالدٍ على صدرِ الموت . . .

جميلٌ أنتَ حتى به

تكونُهُ لتحيا !

الخالدون

لا يُريدونَ للشّمسِ أنْ تمُنَّ عليهم بضوء

فهم شموسٌ كذلك !

. . . . .

أعودُ إليكَ من رحلةِ عذابٍ

سُندُباداً مُحمّلاً بعاطرِ ما رقصتْ لهُ ثيابُ غانية . . .

فبصرتُكَ مع اللّيوة ٤

ترسمُ إيقاعَ أزمنةٍ بلونٍ سومريٍّ

تجودُ بهِ بيادرُ الحَصاد . . .

حينَ أراكَ على شفتيْها روجاً أحمرَ

لا أفقَهُ من صلاةِ العشقِ سوى تكويرةِ أشتهاء . . .

شطرانِ

يُولدُ الشّعرُ بينَهما رديفاً للحياة . . .

ليكنْ أيّكُما في قلبي

لا تكتملُ الصّورةُ إلآ بحضورِ غائبِه !

. . . . .

كيفَ لا أعشقُكَ وإيّاها في تجلّياتِ العَدويّةِ ؟

بما مزّقتْ بهِ العبّاسةُ خارطةَ العشقِ الممنوعِ تحتَ سطوةِ السّحابةِ الماطرة ؟

غنّاكَ على بعدٍ ابنُ كوفتِهِ الحمراءَ في بريدِ غُربتِه بصوتٍ رخيم ؟ ٥

قد تأخذُني إغفاءةٌ عابرة

غيرَ أنّي أراكَ في عينيْها

الصّديقَ في عُيونِ زُليخة !!

. . . . .

كانون ١ / 2020

الرحمة والسلام إلى روح المعلم الذي أبصرت نور الحروف بين يديه المندائي

المرحوم زكي زهرون في مدرسة التميمية الابتدائية في البصرة .

١- (أكرموا عمتكم النخلة) حديث نبوي شريف .

٢ – آلهة القمر عند السّومريين .

٣ – أحد الموشّحات ذائعة الصّيت .

٤ – رقصة بصريّة معروفة .

٥ – الجواهري .

About The Author

Previous post

مثالب المبدع والإبداع عند العرب المعاصرين// أ.د. بومدين جلالي… // الجزائر

Next post

قصيدة صهيل الحروف للشاعر العراقي الكبير ضياء تريكو صكر المغترب بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية و صاحب اللوحات الجميلة الفنان التشكيلي التونسي أشرف بنعبد العظيم.. القراءة بصوت الأستاذة منيرة الحاج يوسف عضو هيئة مستشاري ثقافة إنسانية

Contact