×

شيءٌ من اللغة العربية، ح9 (كانَ وأخواتها) من النواسخ الفعلية.بقلم مديح الصادق، من كندا.

شيءٌ من اللغة العربية، ح9 (كانَ وأخواتها) من النواسخ الفعلية.بقلم مديح الصادق، من كندا.

بقلم مديح الصادق، من كندا.

شيءٌ من اللغة العربية، ح9 (كانَ وأخواتها) من النواسخ الفعلية.

بقلم مديح الصادق، من كندا.

النواسخ إمّا أن تكون فعلية، أو حرفية، وهي تدخل على الجملة الاسمية؛ فتغير حكم المبتدأ والخبر، ويسمى المبتدأ اسمها، والخبر خبرها، ومنها ما يعمل غير ذلك، سنأتي على ذكره، ومن النواسخ الفعلية (كان وأخواتها).

………..

كان وأخواتها: وتسمى الأفعال الناقصة، تدخل على الجملة الاسمية؛ فتنسخ حكم المبتدأ اسماً مرفوعاً لها؛ وحكم الخبر خبراً منصوباً لها.

ملاحظة: لا أتّفقُ والقائلين: (ترفع المبتدأ وتنصب الخبر)، فالمبتدأ مرفوع أساساً،

كما ذكرنا في الحلقة السابقة، والصواب ما ورد في تعريفنا أعلاه.

……….

كان وأخواتها قسمان من حيث شروط عملها:

1- ما تعمل بلا شرط، هي:

1- كانَ: (يفيد اتصاف الاسم بالخبر في الزمن الماضي أو في الحال والاستقبال)

2-أصبحَ: (يفيد اتصاف الاسم بالخبر في الصباح).

3- أضحى: (يفيد اتصافه به في الضحى).

4- أمسى: (يفيد اتصافه به في المساء).

5- باتَ: (يفيد اتصافه به في الليل).

6- ظلَّ: (يفيد اتصافه به نهاراً).

7- صارَ: (يفيد التحول من صفة لأخرى)

8- ليس: (يفيد النفي).

…….

أمثلة:

{ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ}.

{وَكَـانَ رَبُّــكَ قَـدِيــرًا}.

قال المتنبي: “إذا كُنتَ ذا رأيٍ فكُنْ ذا عزيمةٍ * فإنَّ فسادَ الرأيِ أنْ تتردَّدا”.

…….

2- ما تعمل بشرط، هي قسمان:

أ- ما يشترط في عملها أن يسبقها نفي (لفظاً أو تقديراً)، أو شبه النفي: (زالَ، برِحَ، فتِئَ، انفكَّ) وتفيد ملازمة الخبر للاسم حسب ما يقتضي الحال.

مثال النفي لفظاً:

(لا يزالُ الجهلُ مُعشعشاً في عقولِ الكثيرين).

{ولـو شَـاءَ رَبُّـكَ لَـجَـعَـلَ ا لـنَّـاسَ أُمَّـةً وَاحِـدَةً ولا يَـزَا لُـونَ مُـخْـتَـلِـفِـيـنَ}.

{قَـالـوا لَـنْ نَـبْـرَحَ عَـلَـيْـهِ عَـاكِـفِـيـنَ حَـتَّـى يَـرْجِـعَ إ لـيْـنَـا مُـوسَـى}.

مثال النفي تقديراً: { قالوا تاللهِ تفتؤُ تذكرُ يوسفَ}.والتقدير (لا تفتؤُ).

وهذا جائز في القسَم فقط، وبشروط كما في الآية الكريمة.

مثال شبه النفي النهي: (لا تزالوا متقاعسينَ).

مثال الدعاء: لا زالَ بدنُكَ سليماً مُعافى).

من الدعاء قول ذي الرمة:

“ألَا يا اِسلَمِي يا دارَ مَيَّ عَلى البِلَى… وَلا زالَ مُنهَلاً بِجَرعائِكِ القَطرُ”

…….

ب- ما يشترط في عمله أن تسبقه (ما الظرفية المصدرية) وهو (دامَ).

{وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّا}. أي مدة دوامي حيّاً.

تفيد البقاء والاستمرار.

………..

اتفق جمهور النحاة على أن جميعها أفعال؛ ما عدا (ليس) فهناك منهم من يرى أنها حرف بناء على حجج تشبثوا بها، لا مجال للخوض بها في هذا المجال.

………..

سميت الأفعال الناقصة لأنها لا تكتفي بمرفوعها؛ بل لا بد من خبر لها ليكتمل معنى الجملة.

……….

كان وأخواتها ثلاثة أقسام من ناحية التصرف:

1- تامة التصرف: ( كانَ، يكونُ، كُنْ)، (أضحى، يُضحي، أضحِ)، (ظلَّ، يظلُّ، ظِلْ)، (صارَ، يصيرُ، صِرْ)، (باتَ، يبيتُ، بِتْ)، (أمسى، يُمسي، أمسِ)، (أصبحَ، يُصبِحُ، أصبِحْ)

المتصرف يعمل غير الماضي منه نفس عمل الماضي، في نسخ حكم المبتدأ اسماً له، والخبر خبراً له:

المضارع: {وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}.

الأمر: {قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً}.

اسم الفاعل: قال الشاعر:

“ومَا كُلُّ مَنْ يُبْدِي الْبَشَاشَةَ كَائِناً أَخَاكَ، إِذَا لَمْ تُلْفِهِ لَكَ مُنْجِدَا”.

المصدر: (أسعدني كونُكَ متفوقاً).

………

2- الأفعال ناقصة التصرف: هي (زالَ، برحَ، فتئَ، انفكَّ) التي يُشترط في عملها أن تُسبق بنفي أو شبه النفي.

يأتي منها الماضي والمضارع فقط، لا يأتي منها الأمر ولا المصدر.

( ما برِحَ، ما يبرَحُ)، (ما زالَ، ما يزالُ)، (ما فتئَ، ما يفتأُ)، (ما انفكَّ، ما ينفكُّ).

………

3- الجامد: (ليس)، و(دام) الذي تسبقه (ما الظرفية المصدرية)؛ جامدان لا يتصرفان.

……..

الترتيب أن يأتي بعد الفعل الناقص اسمه ويتأخر خبره:

(أضحى الحقُّ جليّاً).

أحيانا يتوسط الخبر ويتأخر الاسم:

(باتَ للساحاتِ أهلُها). {وكانَ حقّاً علينا نصرُ المؤمنين}.

قال السموأل:

“سَلِي- إنْ جَهِلْتِ- النَّاسَ عَنَّا وَعَنهُمُ … فَلَيْسَ سَواءً عَالِمٌ وَجَهُوْلُ”

وقال آخر:

“لاطِيبَ للعَيشِ ما دَامَتْ مُنَغَّصَةً… لَذَّاتُهُ بادِّكَارِ المَوْتِ والهَرَمِ”.

………

بعض الأفعال الناقصة يجوز تقديم خبرها عليها:

(بهيّةً أمسَتْ حبيبةُ الروحِ). (شامخاً ظلَّ الوطنُ). (صامدينَ كانوا).

…………………………………..

أحيانا نجد بعض هذه الأفعال تستعمل تامة، أي تكتفي بالفاعل:

{وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ}.

(تجمّعَ الغيمُ؛ فكانَ المطرُ).

{فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ}.

(بعد الأمسيةِ باتَ الشاعرُ عندَ زميلهِ).

………….

أحيانا تأتي (كانَ) زائدة في الحشو، قال الفرزدق:

“فَكَيْفَ إِذَا مَرَرْتَ بِدَارِ قَوْمٍ… وَجِيرَانٍ لَنَا كَانُوا كِرَامٍ”

وفي بيت لأم عقيل بن أبي طالب:

“أَنْتَ تَكُونُ مَاجِدٌ نَبِيلُ * إِذَا تَهُبُّ شَمْأَلٌ بَلِيلُ”.

(ما كانَ أحسنَ زيدًا).

الدليل على زيادتها أنها لم يكن لها اسم ولا خبر.

……….

أحياناً تحذف كان مع اسمها ويبقى خبرها بعد إنْ:

قال النعمان بن المنذر ملك الحيرة:

“قد قِيلَ ما قِيلَ إنْ صدقاً وإنْ كذباً… فما اعتذارُكَ منْ قولٍ إذا قِيلا؟”

التقدير (إنْ كانَ المَقولُ صِدقاً وإنْ كانَ المَقولُ كذباً).

………

أحيانا تُحذف نون (كان) عند جزم المضارع؛ بشرط أنَّ ما بعده متحرك:

قال الحطيئة:

“أَلَمْ أَكُ جَارَكُمْ وَيَكُونَ بَيْنِي… وَبَيْنَكُمُ المَوَدَّةُ والإِخَاءُ”

ويجوز حذف النون من كان التامة في حال الجزم:

{وَإِنْ تَكُ حَسَنَةٌ يُضَاعِفْهَا}.

……………

إلى اللقاء في الحلقة 10 (الحروف التي تعمل عمل ليس).

نلتقي على الخير والمحبة والسلام.

About The Author

Contact