ضَائِعٌ … ورِحْلَةُ الضياعِ…/// ناصر زين الدين/// لبنان
ضَائِعٌ … ورِحْلَةُ الضياعِ…
*********
أَكْتُبُ هَذِهِ الكلماتِ التي أحياها دمعي ، وأتعبَها شوقي ، و حُمِلتْ على كَتِفِ الورقِ الذي ارتَشَفَ آلامَ الحُرُوفِ فأغرقَهُ الحزنُ .
ضائعٌ ، و أرسمُ في دفتري رحلةَ الضياعِ ، أَرسمُ شقائقَ النعمانِ التي أُنْبِتَتْ منْ دمعِ عشتارَ…
لستُ أَدري مَاذا أَقولُ لِقَلْبِ أدونِيسَ الذي عَادَ ينبضَ … دَقَّاتُ الحياةِ و الحبِّ عادتْ إليهِ ، في غِيابِ عشتارَ… فَتَحَ عينيهِ ، يلتفتُ هُنا وهُناكَ… لا أحدَ، غيرُ معقولٍ، لا أحدَ يراهُ… فاحتضنَتْهُ الكآبةُ.
أيعودُ إلى الموتِ ؟… و صوتٌ ناداهُ، أيقنَهُ صوتُ عشتارَ … نعمْ . و لذلكَ هوَ آتٍ.. و بصوتٍ يرتَجفُ … ” عشتارُ ” … ” عَشتارُ ” … يصرخُ … يتصارعُ مع الحقيقةِ… ولكنَّ شيئاً حَرَّكَ وجهَهُ إلى السماءِ، ودمعةً سقطتْ على وجهِهِ من القمرِ… فأخلعتْهُ كآبتَهُ و ألبَسَتْهُ حزنَها العميقَ …
لمْ يُصَدِّقْ ، هَذِهِ هي… حُزْنَها … و وَضَعَ كَفَّيْهِ على وَجْهِهِ… بَاكِيَاً، فَرَكَعَ ساجداً، مُناجياً موتَهُ… عانَقَتْ جبهتُهُ الأرضَ ، ونَامَ نَومَهُ الأخِيرَ ، كنومِ حبيبتِهِ في القمرِ .