×

قانونياً… أنت تستحق النكاح //بقلم : الأديب محمد إقبال حرب// لبنان

قانونياً… أنت تستحق النكاح //بقلم : الأديب محمد إقبال حرب// لبنان

قانونياً… أنت تستحق النكاح

********** بقلم : الأديب محمد إقبال حرب// لبنان

العالم قائم على أسس تمنحنا البقاء أحياء كالماء والهواء والطعام. وتمنحنا غريزة واحدة للاستمرارية، ألا وهي غريزة النكاح. فجعل الخالق الأصلاب والأرحام في كائنين مختلفين. نحن لا ندري الحكمة من عدم وضع غريزة الاستمرارية في كائن واحد مع مقدرتنا على تخمين أسباب عديدة لا يفي أي منها بالغرض. ولذلك كانت الغريزة الجنسية لدى الطرفين أقوى الغرائز وأشدها هيمنة 

من هنا نجد أن كل جنسين في جميع الكائنات يتزاوجان لاستمرارية النوع، مثلنا تماماً. لكن عندما نسبر حقيقة وجودنا على كوكب الأرض كبشر نجد فيه نوع آخر من المخلوقات يشبهنا تماماً ويشاركنا وجودنا دون أدنى شك. لكنه في سياق التطور الطبيعي اتخذت غريزته الجنسية منحى آخر، فتحولت من وسيلة تكاثرية وترفيهية إلى استبداد ووحشية في فكر سادي مطلق. ٍلكن الوضع الغريب والمريب دفعنا للغوص في كينونته والبحث في ماهيته التي أوصلتنا إلى حقائق صادمة. فرغم الشبه التام ببني البشر يخفي في طياته كائناً طفيلياً يتمتع بميزات تنفي عنه صفة البشرية والإنسانية في آن. لقد حاز على ميزة التخفي والتنكر ببراعة مكنته من امتصاص واستحواذ الكينونة البشرية بقدرة تجاوزت المجهريات الطفيلية فتمكن من امتصاص بشريتنا ببطء عبر الزمن حتى تمكن وباءه أن يتحول إلى كارثة أعظم من وباء الطفيليات التي تفتك بالجسد دون الفكر 

الغريب هو أن هذا النوع ذكوري بامتياز ويماثل الديك من ناحية الجماع. فالديك الواحد يشفي رغبات مئات الدجاجات الغريزية وربما الآلاف منها وهذا ما نراه حقيقة واقعة في مزارع الدجاج. كذلك نجد المتحول أو السادي الذي يتمسك بأعلى الهرم الاجتماعي وما تلاه من رموز اجتماعية، يتمختر كالديك الصيّاح الذي يستعرض قواه الجنسية على الدجاج والفراريج والصيصان دون تفرقة أو تمييز. وهذا ما يفعله المتحولون حالما يحكمون قبضتهم على الحكم لتتم لهم السيطرة التامة. المشكلة الوحيدة التي    تواجههم ليست بمقاومة البشر لهم بل بوصول أكثر من سادي إلى سدة الحكم  فيتبارزون في حروب أهلية عبر الرعاع حتى يُنقر أحدهم نقراً بيناً وينتف ريشه حتى الموت فيستولي الطاغية الأكبر على مقدرات البلاد ويستمتع فريدا بغرائز البقاء المتعددة الأشكال، تلك التي يتميز بها هذا الكائن الطفيلي الغريب الأطوار. ذاك الذي لا يشبع أبداً من لذة النكاح والطعام دون الاكتراث بالمصدر والنوعية 

 وفي حالات فريدة كما حصل ويحصل في لبنان يزداد عدد الديوك الطفيلية في طفرة فريدة لا تجدي معها مبارزة المناقير. لذلك تتم محاولات التسوية خارج نطاق الوطن حيث يستضيفهم طفيلي خبير في مدرسة سادية خارج سيادة أي من أصحاب المناقير الملوثة ببقايا الشعب. كانت المفاوضات صعبة شرسة بين هذه الزمرة الطفيلية الشرسة فكل منهم يريد الاستحواذ حتى على ابن جلدته الغريبة. فالطفيلي لا يبقي شاردة أو واردة إلا ويلتهمها، ولا يجد طريقاً لاستمرارية نوعه إلا واقتحمها نكاحاً وافتراسا. لم يرضَ أي من المتبارين أن يفوز أحدهم بالعرض الأكبر فيرتفع عرفه أكثر مما يجدر به كونهم متساوين في الحقارة والدناءة والخبرة في امتصاص دماء الضحايا بعد الافتعال بها كيفما راق لهم. فلقد استمتعوا بسبايا الوطن الذين ظفروا بهم بعدما فازوا على بني البشر الذين ضحوا بحياتهم من أجلهم دون أن يتساءلوا إن كانت حياتهم تستحق فنائهم. لكن من أين لهم أن يخمنوا بأن الأخ الأكبر طفيلي سادي لا يهمه من الدنيا إلا اشباع رغباته بأنواعها دون التقيد بقانون إنساني أو إلهي، فمعدته وذكوريته تستنزفان الجنس والطعام من أي مكان وأي كائن. اتفق جمع ديوك الطفرةعلى تقسيم الوطن إلى مزراع يتولاها كل من على مزبلته الطائفية ناكحاً أبناءها كما يحلو له دون      اعتراض باقي الديوك المستمتعين بمنكحهم الطائفي.

 تطور هذا الجنس الغريب بهذا الشكل المريب أحاله إلى جنس سادي استنبط نوعاً جديداً من النكاح إضافة إلى ما هو معروف. لم يعد يعتمد على ما هو متعارف عليه في المجتمع البشري وما جاء في قواميس اللغة من معانٍ لكلمة وفعل النكاح، بل تعداه إلى نكاح الشعب وكل ذي روح بطرق مستنبطة لم يتعلمها ابليس عندما حاز على شهادة الفسق ونال مرتبة سيد الغاوين. لقد استنبط هذا المتحول أساليب توازي تسمح له بنكاح الشعب زرافاتاً ووحدانا دون جهد يذكر بطرق مستنبطة من فكر مدمر لا يأبه بدساتير إلهية أو إنسانية لأنه يعتقد بأن جنسه هو الأسمى. لقد استنبط نكاح لقمة العيش حتى الموت جوعاً، نكاح العزة والكرامة حتى الاذلال، نكاح أدوات وسبل الحياة اليومية كالماء والكهرباء والتعليم، بل وصل الأمر إلى حقن الشعب بقمامته حتى عشقها تحت طائلة المذلة. لكن المضحك المبكي هو أن المواطن “الإنسان”  يدفع الثمن بحب وسخاء بعكس المومس التي تتخذ أجراً بعد كل إنجاز أنكحي 

لذلك يتوجب على كل مواطن أن يدير مؤخرته لديكه أعني زعيمه دون اعتراض متلقياً نطفته لعلها تكون البذرة المطلوبة لافراز ديك جديد يرث مقومات الديك الحالي بأمواله وكافة أبناء الحرملك الطائفي.

لا تغضب من الرمزية أخي المواطن فقد تم تشريع حكم ملوك الطوائف بما يجيز لدِيك الطائفة أن يفتعل بك متى وكيفما شاء. 

اصمت واكشف عورتك فقانونياً أنت تستحق النكاح.

محمد إقبال حرب

About The Author

إرسال التعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Contact