×

قراءة في م ق ( في النبض قلاع مهجورة ) للأديبة زهرة خصخوصي / تونس… بقلم الأديبة منيرة الحاج يوسف/ تونس

قراءة في م ق ( في النبض قلاع مهجورة ) للأديبة زهرة خصخوصي / تونس… بقلم الأديبة منيرة الحاج يوسف/ تونس

قراءة في م ق ( في النبض قلاع مهجورة ) للأديبة زهرة خصخوصي/ تونس… بقلم الأديبة منيرة الحاج يوسف/ تونس

(في النبض قلاع مهجورة) عنوان يبدو موغلا في الغرابة، لكنه رامز، يعبر بدقة عن مواضيع المجموعة القصصية التي تنهمر لغتها إبداعا، فيحتار القارئ بماذا يهتم في قصص الأديبة زهرة خصخوصي أباللغة الشعرية الرومنسية الضاربة في الموروث الأدبي العربي بلاغة وبيانا  ؟ أم بالمعجم، أو لعله ينساق بوعي أو دونه خلف ما بنته القاصة من علاقة جديدة طريفة بين الكلمة والكلمة، حتى لكأنه ينغمس وهو يقرأ، في نصوص شعرية بامتياز،  إذ تنحى القاصة منحى الانزياح ومجانبة المألوف من التعابير، متسلقة جبالا من التراكيب الشاهقة لا يركبها إلا مقتدر، ونحسب أديبتنا من هذه الفئة فقد جاءت قصصها متماثلة مع أغلب ما يطالعنا به الأدب الحديث مبنى ومعنى، مخالفة له صياغة وبداعة، لذلك لا نستغرب ما غصت به من تناص مع النص الديني، والأدبي على السواء، ناهيك عن هيمنة معجم الطبيعة الذي نجد له  صدى في الأدب الرومنسي مما جمّل الصورة وقرب القصة إلى جنس الشعر، إن التفرد في مجموعة الأديبة زهرة الخصخوصي لا تمثله اللغة المستخدمة بذكاء وإبداع فطري فقط وإنما أيضا في    اختيار الشخوص وأخص بالذكر المرأة التي أجادت الأديبة تقديمها بمختلف الأدوار الواقعية التي تعيشها في مجتمعنا العربي، بل لعل رقة العبارة في الأقاصيص، مستمدة من رقة الأنثى الحاضرة فيها، لقد برعت في تصوير المرأة المسحوقة التي لا تنعم بالعدالة مهما علا شأنها وتميزت في الحصول على شهائدها  لا بظلم الرجل وحده إنما المجتمع بأسره ينكر عليها ذلك إن المرأة الأم والحبيبه والجارة والحماة والمتعلمة وحتى الجاهلة يجمع بينهن  قاسم مشترك مهم هو الصبر لكنه صبر يختلف من حالة إلى أخرى تماما كنضج النساء إذ نضج الخرساء التي نذرت نفسها لمن يحتاج خدماتها هو رفض لاستغلالها أما نضج أمها التي سعدت بزوج الغفلة هو وعي عميق بعقلية مجتمع ذكوري يعيش على علوية رغباته ومصالحه، أما قيم الوفاء والتضحية والصدق ومشاعر العشق ونقاء العاطفة، فوجه آخر من وجوه نضج الأنثى، في هذه المجموعة القصصية.

بدت الأديبة زهرة في قصصها وفية لموروثها الثقافي وما اختزنته في ذاكرتها من تفاصيل عادات جنوبها التونسي متدثرة بعباءة الانتماء إلى أرضها متعثرة بحجارة الغربة وأشواك الاغتراب الذي غزا وطنها العربي جراء العولمة التي شوهت كل جميل وأساءت إلى الهوية حتى غدا الإنسان هجينا لا يعرف من يكون; بعد أن سقطت إنسانيته في مستنقع المادة وغلبة المصالح.

About The Author

Contact