×

قيمة الحياة في رؤية أدبية// بقلم الأديب الناقد رائد مهدي// العراق … قراءة نقدية في نص الأديب الدكتور ناصر زين الدين والذي كان بعنوان / حياة / .

قيمة الحياة في رؤية أدبية// بقلم الأديب الناقد رائد مهدي// العراق … قراءة نقدية في نص الأديب الدكتور ناصر زين الدين والذي كان بعنوان / حياة / .

((قيمة الحياة في رؤية أدبية))

قراءة نقدية في نص الأديب الدكتور ناصر زين الدين والذي كان بعنوان / حياة / .

– حياة !! –
نفضَ طفلٌ عن وَجههِ الغبارَ…
رأى كسرةَ خبزٍ في الرُكامِ…
إخْتَطَفَها ورَكضَ الى أخيهِ…
يضعُها في فمِهِ ليتَهُ يُعيدُ لهُ الحياةَ…
يَصرخونَ من بعيدِ، ذاكَ ما زالَ حياً…
—————————————–

قبل البدء:
المهتمّون بشيء ما، يبحثون عنه في كل زمان ومكان. هكذا المهتمون بالحياة هم يبحثون عن تفاصيلها ودقائقها ويسعون لها بكل مساحة وإن كانت بين الغبار والركام.

بداية أقول أمامنا نص قصصي من فئة القصة القصيرة جدا ،يوجز مشهدا يتألف من:

شخصين في الجانب القريب من المشهد، وكما هو واضح من سياق القصة أنهما أخوين.

وفي الجانب البعيد منه مجموعة من الناس يتعالى صراخهم ، ولم يشأ الكاتب إظهار هوية أولئك الصارخون .

ويمكننا تحديد غاية الصراخ بأنها من أجل الحياة، بينما يتضح لنا أن الصراخ كان تشخيصيا في جانبه الظاهري وتحديد لطبيعة الحال وإدراج للنوع ليس إلا .

معلوم لدى الكل أن الفارق بين الحياة والموت ليس سوى الحراك. لذا فالاستسلام موت والصمت موت واقل مراتب الحياة هي الصراخ وهذا مانشاهد الجنين يفعله في اللحظة الاولى التي يلج فيها حيز الحياة في عالمنا الارضي.

ليس بالضرورة ان يكون الصراخ دائما بصوت فقد تصرخ الحروف في ضمير احدهم، واحيانا اخرى تصرخ الصور ، وتارة تصرخ الدموع بالحسرة التي يكون منها مداد التغيير.

جانب الاثارة في المفارقة أن هناك جانبان متضادان هما جانب الحياة في المشهد والذي يبدو لنا على الجهة البعيدة، بينما يقع جانب الموت على الجهة القريبة للمشهد .
وهنا يكون الكاتب وُفّقَ في رسم الواقع على جهات النص بشكل ملائم ومنسجم جدا مع حقيقة مايجري.
ونفهم من ذلك تحمّس الكاتب للحياة وانحيازه لجانبها من خلال اختياره للحياة عنوانا لنصه فهو للحياة يكتب ولجانبها تصطف حروفه الصارخة من أجل الحياة المنخنقة بالرماد والحطام.

وإلى جانب الحالة التي كان عليها الكاتب والتي كانت تميل لاختصار مساحة الوعي لأجل رؤية أكثر دقة ولكي لايسرف في مساحة المفاجئة التي يعدّها للقارئ الذي قد يبهت فيه انتظار النهاية حين تتعدد الطرق وتتنوع سبل الانتظار ويتمدد افق التوقعات لديه، لذا كان الأمر منحصر بين انتظار الحياة او الموت وبالفعل حالة وعي الكاتب كانت في تطابق كبير مع الوعي الجمعي لبيئة الكاتب والذي ابرز مافيه انتظار بين موت وحياة لأفراد وجماعات وعلى مستوى الشعوب بل وحتى الامم، وقد تمثل مساحة صغيرة من الوعي لدى أحدهم أمة كاملة وشعوبا واوطانا لأن الحياة لاتحتاج إلا لمساحة بسيطة في ضمير إنسان لتشرق منه على كل الارض.
لذا يمكننا القول أن حالة الوعي لدى الكاتب كانت في حالة الإتّزان التام وكانت نقطة وسطا في كينونة الاختيار.

والى الجانب الأخير حيث الخاتمة تتجلى لنا وبشكل واضح هدف القصة التي هي عبارة عن مناشدة الطفولة لحياة كريمة في مجتمعات مملوءة بركام الحروب.
وأما الغاية فكانت لفت الانظار والتركيز دائما وتسليط اضواء الاهتمام على الجانب الحي من الصورة وتثمين كل محاولة داعمة للحياة وللإنسانية وإن كانت بحدود كسرة خبز تحملها يد بريئة لطفل مغطى بالركام يحاول ان يمنح الحياة لأخيه وإن كانت المحاولة تبدو لكثيرين بلا جدوى.

نقد : رائد مهدي / العراق

About The Author

إرسال التعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Contact