×

يوم أحببتُه أكثر..//بقلم: الشاعرة ديانا أبو حمزة الشامي//لبنان

يوم أحببتُه أكثر..//بقلم: الشاعرة ديانا أبو حمزة الشامي//لبنان

يوم أحببتُه أكثر..

لَم أكُنْ أُصغي

لِهَمسِ النّسيمِ

على سنابلهِ الحانية

ولا السِّحرُ

كانَ يغويني

بإشراقةِ الشّمسِ

على رباهُ الحالِمة

لم تكُنْ بِماءِ الجدولِ

تلكَ العُذوبة

ولا بالرَّغيفِ طعمُ الحنينِ

الى ربوعهِ الدَّافئة ..

لم تكنْ للتّرابِ

قيمة التّبرِ

ولا بالحجارةِ

إحساسُ الأمانِ

ولا كان للدخانِ عطرٌ

بزوايا الذاكرة

حتى رأيتُ جثّةَ الطّفلِ

على الرّمالِ الباردة

ومئةَ مهاجِرٍ ومهاجِرة

بجوفِ البحرِ

ابتلعتهُم الأمواجُ العاتية ..

لم أكنْ أعلمُ

حتى رأيت يتيماً

وشيخاً وأرملةً باكية

وطفلاً بِخيمةٍ

وأفواهاً جائعة ..

لم أَكُنْ أعلمُ

قيمةَ الأوطانِ

حتى رأيتها بعيونِ

مهاجرٍ بحدودِ البلادِ

هجرةً يتسوّل

وسماءً صافية

أدركتُ حينها

أنَّ الوطنَ

كرامةٌ وعزّةٌ

وأحضان دافئة ..

وعُدتُ أستمعُ

لهمسِ النّسيمِ

وأشكرُ الرّبَ

على نعمةِ الأوطان

الغالية ..

بقلم:

ديانا أبوحمزة الشامي

About The Author

Contact