×

أرق العبيد… د. محمد إقبال حرب / لبنان

أرق العبيد… د. محمد إقبال حرب / لبنان

أرق العبيد

د. محمد إقبال حرب

لم تشرق الشمس منذ أمد طويل رغم مداورة النور والعتمة في قاموس تعداد الأيام. إنه يوم واحد طويل لم نتعرف على سواه.

ولدت في ليله الداكن، كما ولد الملايين. كلنا في قِطع هذا الليل السرمدي غبار فناء. تساوت أعمارنا رغم تفاوتها، ففي عصر التردي الموسوم بهزائم متلاحقة يسقط حساب الزمن من جدول العبيد.

نتباهى فيمن كحل ظلمته بأكبر عدد من الهزائم. نُضمخ عرائسنا بحنّة المذلّة وعطر الهوان.

لم يعد هناك من يكترث بهزائم أرّختها أرقام السنين.

وما عاد ضخ الدماء في عروقنا اشارة حياة.

كلنا نتجرع من زجاجة الهزائم حليب قنوط يخدرنا، فننام كأطفال بلا احلام. ننظر ولا نرى، نسمع ولا نعي.

تؤرقنا بين الفينة والأخرى أصوات من الذين مزّقوا قناع السجّان المقدس عن وجوههم. نرتعد خوفًا من لعنات الكُفر وغضب سيدنا، فنتلوا آيات وأسفار متعوذين من كفرهم الداعي إلى عبادة شيطان الحرية.

لا تُقلقوا راحة سيدنا… فيجلدنا

لا تزعجوه فيحرمنا فتات موائده

من أقلق أحلام الزعيم قال العبيد؟

هل جاء اليوم الموعود؟

لا تخافوا ارهاب الأحرار قال عبد مخضرم.

سيقتلهم أسيادنا قال آخر

اخلدوا إلى حظائركم فليلكم سرمدي، قال رسول الأسياد

طنين الأفكار يؤرقنا سيدي؟

اقتلوا المفكرين، اطفئوا مشاعلهم

دعونا ننام قال الرقيق

التحفوا بزمانكم الميت، تنفسوا صعيد أجداثكم وناموا … فالنور يقتل العبيد.

About The Author

Contact