×

النـاقــدة الأستاذة سهيلة حماد /تونس، في قراءة نقدية لقصيدة “كلما نظرتُ الى عينيك…” للشاعر ناصر زين الدين/لبنان

النـاقــدة الأستاذة سهيلة حماد /تونس، في قراءة نقدية لقصيدة “كلما نظرتُ الى عينيك…” للشاعر ناصر زين الدين/لبنان

القصيدة بقلم: الشاعر ناصر زين الدين/ لبنان

كلّما نظرتُ إلى عينَيكِ …

*******

كلّما نظرتُ إلى عينَيك …

تتفتحُ شقائقُ من نوعٍ آخرَ في قلبي …

لترسمَ دربي…

لترسمَ لي رحلةَ حياةٍ أفضل …

رحلةً من نوعِ الجرحِ الجديد …

كلّما نظرتُ إلى عينَيكِ …

يبتسمُ جفنُكِ ويتراقصُ …

يتغيّرُ لونُ خدِّك الوردي …

وتُصبحُ، مسكنَ الحبِّ … عيناكِ …

وتأتي سهامٌ لتَرْمِي جراحِي …

ويُعمَّقُ الجرحُ أكثرَ … فأكثرْ …

أتَدْرين …

كلّما نظرتُ الى عينيك …

أغيبُ لفترةٍ عنِ العالمِ …

وأعودُ مستقلاً حُلُمِي …

وأراكِ …

كطفلةٍ قلَّ رُؤْياها ،

إلا في الجنّة …

خُذينِي …

يا عاصفتي الربيعية …

خُذِينِي …

في رحلةِ الخوفِ …

و شدّي أحزمةَ ردائي …

لأنّني …

لا أريدُ أنْ أخلعَ حبّكِ …

لأنَّ عينيكِ …

أيَّتُها الغجريَّةُ الطيبة …

مركبي في بحارِ العاطفة …

و كلُّ أمواجِ العالمِ …

تنعتُني بالقبطان …

ولا أريدُ …

أن أفقدَ شطآني …

سأستقلُّ عينَيك …

فانتظريني …

على شاطئكِ الحزينِ …

يا غجريتي …

********

القراءة النقدية بقلم: الناقدة الأديبة سهيلة حماد/تونس


ج: ١

قصيدة يغلب عليها التشظي .على مستوى تقديمها شكلا تبدو أنيقة أناقة الغجر …
فهي ممدة على الشاشة على غير تمدد القصيدة التي تعودناها . 

هناك بحث مقصود في إخراجها بهذا الشكل لتبرز مفاتن ما كانت لتظهر لو قدمت على الطريقة العادية ….

وكأني بمهندسها رسمها على شكل خريطة تبرز تلالا وهضابا وشطآنا لوطن وموطن لحبيبة غجرية وما هي بالغجرية… هو يشبهها بالغجرية عند تذييله للقفلة فيناديها ب “يا غجريتي… “
بالرغم من أنه كان قد وصف عينيها بمركبته في بحر العاطفة …
“لان عينيك…
أيتها الغجرية الطيبة …
مركبي في بحار العاطفة “

تأخذ المقاطع شكل أشرعة تتقاذفها نسائم ريح عليلة ….. ربما هي إشارة إلى الخمس ثورات …التي لا زالت تتأرجح …تتلاعب بها العواصف والرياح ….

نلاحظ أيضا تكرارا متعمدا ل:

“كلما نظرت إلى عينيك ..”
-.جاءت في العنوان 
-ثم في الاستهلال 
-و في مستهل المقطع الثاني 
مرة أخرى تكررت في المقطع الثالث بعد ،
” أتدرين…” 

مما يؤكد التعمد والتأكيد لأجل تصديقه ..ولكي تثق به   …


ج: ٢

تكررت كلمة لترسم وجاءت في خط موازي 

لترسم
لترسم
فعل الرسم يقتضي الوضع الثابت..
في حين أن كلمة رحلة جاءت في خط مائل باعتبار ان الرحلة هي حركة هي تنقل من نقطة إلى أخرى بمعنى من ضفة إلى أخرى ….
لي رحلة….
.رحلة…..

في رحلة الخوف…..

أما كلمة أكثر فجأءت :
أكثر… /تشظي/ فأكثر ….النقاط صمت صارخ ينتظر تعبئة …وشحن …

أكثر…..فأكثر…..

عينيك تكررت مرتين (إضافة إلى” كلما نظرت إلى عينيك” )

“لأن عينيك …
سأستقل عينيك…..”

وكأنها تعبير مجازي للبحر/ أو لبحر وسماء /قد تكون الأولى سماءً/ والثانية بمعنى البحر …


ج :٣

القصيدة مبنية على عاصفة ربيعية، في رحلة خوف، على مركب ، يستقله السارد، و يخشى أن يتبرأ من الانتساب إلى عروبته الممتدة على قارتين عرفت ٥ ثورات أسميت بالربيع العربي عزفت سنفونية رعب باركسترا داعشية بقيادة موزار من وراء البحار …..
عليسة عندما ضجت تغربت مستقلة مركبا بأشرعة والثورة تشرقت من تونس إلى سوريا حيث توقفت وفجرت أزمات وأظهرت خيبات أمة أفلست تزعمت خيبتها …

ج: ٤

الرحلة البحرية تستدعي حتما مركبا وقبطانا وبحارا وشطآنا وعنوانا، وقبل ذلك هي حلم وجنة في ذهن قبطانها، الذي كلما يغيب عن العالم لفترة و يستقل مركبه، يصير كل العالم مختزلا فيه، وفي مركبه، اذ يصير هو القائد والحاكم والحكم والرئيس ….ويصير المرفأ جنة كطفلة قل رؤياها ….في عباب البحر قد يفقد القبطان بوصلته وتصير الشطآن حلما ….
ولكن الشاطئ يبدو حزينا في القفلة. وكذلك ينبؤنا عنه مقطع الاستهلال. يريد أن يرسم رحلة أفضل فإذا به يرسم نوع جرح جديد ربما هي اشارة الى الثورات المنكوبة وما احدثته من شرخ لدى المواطن العربي المنبت، في أوطانه الغريب والمغترب في حلمه ولقمة عيشه ومصيره…..

الأسلوب جميل جاء في رؤيا ابداعية عميقة بسيط في لغة سلسة … 

About The Author

Contact