×

دراسة نقدية لرواية (حصار) للكاتب كريم شعلان، من العراق. بقلم الناقدة الباحثة سهيلة حماد، من تونس.

دراسة نقدية لرواية (حصار) للكاتب كريم شعلان، من العراق. بقلم الناقدة الباحثة سهيلة حماد، من تونس.

دراسة نقدية لرواية (حصار) للكاتب كريم شعلان، من العراق.

الشاعر كريم شعلان

بقلم الناقدة الباحثة سهيلة حماد، من تونس.


إنّ الكاتب في رواية (حصار حكاية لم تحدث) للرّوائي كريم شعلان الواردة في 128 صفحة مقسّمة إلى خمسة عشر فصلا.

أدخلنا الرّوائي عبرها إلى دهاليز عالم المعتقلات والمقابر التي صيّرت الدّيار والوطن معتقلا، زمن الحصار المضروب على بغداد، مُفشيا لنا عدّة أسرار، تكشف عن غبن غباء، وقسوة حماقة الإنسان النّاقص حاكما ومحكوما، من خلال علاقة جدليّة سالبة أوجدها، في معادلة، للسّخرية من أبواق البلاط بكلّ مثقفيه ، الذين ساهموا في تضخيم نرجسيّة قائد ، رغم أنّهم لا يَأمنون لدغه، في كلّ آن وحين، من خلال رمز “صورة” معلّقة لقائد رئيس حاضر في الغياب، ونظام بوليسي مازوشي، بالغَ في استلاب آدميّة وإنسانيّة شعب غائب ميّت حيّ . لذا نراه أنشأ واقعا تجريبيّا أثّثه بما يليق بالقالب ونوع الحكي وبيئته متوسّلا بالزّمن، تاريخا وتأريخا، يفضح إعاقة “التّأريخ عن انسيابه المرّ ” ص 7 من أجل تعرية واقع ضبابي، لفترة مرّت على شعب ككابوس جاعلا من روايته غرائبيّة عجائبيّة تدخل في (أدب الاعترافات العجائبيّة الغيريّة ) لحكاية لم تحدث، رواية بمواصفات حداثيّة، قلبت الموازين لمقاييس جمال الصورة البلاغية ، تروي سيرة ذات مُورس عليها أشكال وألوان من العذاب، أُطلق عليها الرّصاص في مطاردات عديدة كطريدة. فجأة تحرّرت من كلّ قيود الجسد والمكان والزّمان والعبوديّة بعد أن غشيها التّراب، فأطلقت العنان لوابل من الأسئلة الوجوديّة، دافعة المتلقّي للتأمّل وإعادة النّظر بجدّية، في بعض المسائل، التي شغبت النّاس و شلّت الفكر والعقل لعقود من خلال وجود (الأنا )الذّات السّاردة “الضحيّة ” -ص7- العجائبيّة في واقع رواية الحال، للوقوف عند بعض المسلّمات وإعادة النّظر في كلّ البديهيّات، كالبحث عن الله في زمن غابت فيه القيم، فبدا الإله كأنّه غاضب على العباد الذين التزموا بالبكاء والنّواح “يتودّدون الدّموع ويستعطفون الوجع” ص7 متناسين الحركة و العمل والفعل، فحتى أمّه يرى أنّ (الرّب) خذلها و “لم يتعامل معها كمايجب” ص 8

رغم أنها اختارت الحزن الذي تلبّست به طوعا، لم تشفع لها همهمتها بأسماء الله الحسنى وتنديدها “بالشّيطان الرّجيم الذي يدخل الرّؤوس دون استئذان” حسب زعمها، متناسية الظّلم الواقع عليها شأنها شأن العاكفين بالأماكن المقدّسة ينتظرون حدوث المعجزات. والظّاهر أنّهم يقيمون طقوس الولاء لربّهم الحاكم. وضعيّة مربكة حقّا يبدو فيها الالتباس واضحا، استوجب ما نالوه، من عقاب.

تماشى مع مفهوم التسامح والتّهاون الذي يساهم في خلق الجلادين لدى الدكتور عبد الرّحمن منيف (… ونحن الذين خلقنا الجلادين، ونحن الذين سمحنا لهم بتعذيبنا من خلال تساهلنا وتنازلنا عن حقوقنا. ومن خلال استسلامنا لمجموعة من الأصنام والأوهام …ثم لما أصبحنا الضّحايا لم نعد نعرف كيف نتعامل مع هذه الحالة”

كلّ هذا نتيجة عدم وعي مواطنيين وإدراكهم ، بأنّهم خلقوا أحرارا ومسؤولين عن اختياراتهم وإن اختاروا الاستسلام؛ فالاستسلام في حدّ ذاته هو خيار وقع عليه الاختيار، سيسألون عنه ويحاسبون من أجله، إن آجلا أم عاجلا، وهذا الخلط ناجم عن تقصير في سوء فهم الدّين و فلسفة القدر والمقدّر والوجود. ذاك ما يفسّر استسلامهم وقبولهم بالهزيمة قبل وقوعها، كأنّ الرّوائي من خلال الأنا السّارد، يذكّرنا بوضع الفرنسيين في الأربعينيات عندما سكنهم اليأس بعد أن فقدوا الأمل في الوقوف من جديد، على أثر الهزيمة بعد اجتياح ألمانيا لفرنسا، نافذا بذلك إلى فلسفة سارتر الوجوديّة من زاوية مؤمنة صوفيّة بأنّ الله لم يتخلّ عن عباده بل إنّ نوره يتجلّى في كلّ جميل، وأنّ الخلاص قادم بإذنه، بالفعل لا بالكسل، لذا وجب العمل على تغيير السّلوك من أجل إحداث واقع آخر، يكون فيه الفرد عاقلا مدركا لوضعه ولقدراته واعيا بذاته وبمحيطه مفعّلا السّكون كالنّوم، باستئصال معنى (السّبات) السّلبي منه، وجعل النّوم حلما للذّات للتّموقع بين المجرّات والأكوان ككوكب يتماهى بالملائكة والجنّ والحشرات الطّائرة ذا قدرات خارقة، حيث يشرح لنا ظاهرة النّوم والأسئلة لدى الإنسان في ص 110/111 : “لم يعد النّوم لذيذا كما قبل. أصبح النّوم امتحانا عقيما بأسئلة كثيرة لا جواب لها وأصبحتُ أسيرا في نومي بين المجرّات والأكوان منافسا الملائكة والجنّ والحشرات الطّائرة. اللّيل طاقة كثيفة من الفكر تشتّتت بمجرد بزوغ الشّمس” في إطار “معادلة عكسيّة بين الواقع والخيال وهي صراع غير مسالم بين الرّوح والجسد.” ذاك هو القلق الوجودي الذي يلازم الإنسان في مسيرته أثناء كينونته في صيرورة الزّمن، يقول الرّاوي في حوار مع الذات تأمليٍ فلسفي يقارع فيه القلق والصّراع مع الوجود ” الحياة أسئلة لولاها لما كنا ولا كانت الموجودات” وكأنّ الموجودات خلقت من أجله وعليه حسن التّصرّف في توظيفها…

رواية ركّب أحداثها وراقبها من عدسة ذاكرة رتّب فيها المواقف وردة الفعل والانفعال من نافذة الزّمن ( وفق خارطته الخاصة) يجمع شخوصها (في أماكن ويلغيها في أماكن أخرى) كمخرج سينمائي يقتطع المشاهد وينزل بكامراته ملقيا الضّوء على ما أراد تضخيمه ويواري ما لا حاجة له في اللّقطة الملتقطة في اللّحظة المقتنصة من صيرورة الزّمن الدّائري المحكوم بحتمية الزوال والانقراض كانقراض الدّيناصورات قبل أن يساق إلى منصّة الإعدام. رواية حافظت على عنصر التّشويق استوعبت العلاقة غير المتكافئة القائمة بين الرّاعي المتغطرس، والرّعيّة المهزومة من الدّاخل والخارج -أثناء الحصار في سنوات 1991، بنيت على محاصرة أجساد أفراد شعب أموات، ضُيّق عليهم الخناق، بمطاردتهم، حتى في المنام بالرّكض خلفهم ورميهم بالرّصاص باعتبارهم هدفا سهلا يتدرّبون عليه لإبراز فحولة حزب فاشل مازوشي غير قادر على حفظ أمانة وصيانة مؤتمن، عاهد عقد نرجسيّةٍ وشذوذٍ، نجح في زرع الخوف الدّائم والقهر والرّيبة لدى الرعيّة ، فشاع بذلك ارتياب الكلّ من الكلّ، بجعلهم يلهثون كالكلاب يركضون من النّظام وخلف بعضهم البعض، هربا من الموت نحو الموت لتحتضنهم المقابر الجماعيّة على أثر نيّة إبادة بسبب خيانة، للاحتماء بها لضمان السّلامة الأبديّة للحزب و للقائد الأوحد المتوحّد) ذاك (الكلّ في صيغة الفرد) الواحد المتماهي بالإله لضمان عدم عصيان (من خلقوا ليُقتلوا فقط) والعمل على خلق مناخ هلامي مناسب يغلب عليه العتمة والظّلمة الحالكة لتلهيهم عن الانتباه والتأمّل، والتّفكير بجدّية في ماهية الأشياء وماهية الوجود والغاية من قذفهم في هذا الوجود ومدى نسبة حرّيتهم وحقّهم في اختيار مصيرهم دون وسيط والبحث عن حلول لمسائل متغيّرة متجدّدة في الزّمكان للتحكّم في القلق المتأتي من الخوف من الموت بسبب ميزة العقل التي فضّل به الخالق الإنسان عن غيره من المخلوقات… قلق وجداني قد يدفع الذوات إلى الجنون على حد قول العامة من الناس التي تمثل الثورة على الموجود التي يؤكد وجود الذوات لذاتها… لذلك نرى النظام يصرّ على نشر ثقافة الفزع والرّعب لضمان عدم عصيانه عبر الوشايات الباطلة وتلفيق التّهم الواهية لزعزعة الاطمئنان في النّفوس لضمان الخضوع الإيرادي بدون مقاومة لتبرير عجز قهري فرضته الدّول على العراق بعد اجتياح الكويت عجز اتخذ شكل عجز مرضي ناجم عن وعي الحاكم بحقيقة عجزه الفعلي لفك حصار، فأوقع البلاد في الغبن والإحساس بالانكسار والذلّ والهوان، جراء خصاصة بسبب بطالة وغلاء معيشة بسبب ارتفاع الأسعار والمضاربات جراء عجز في التّموين لحق أبسط متطلّبات الحياة فعمّ الفقر، كما انتشر الغش الذي طال كلّ شيء لم تسلم المعاملات وحتى المواد الغذائيّة و قد ضرب لنا أمثلة في الغش كالتّبغ الرّديء بإضافة نجارة الخشب للشّاي،ما أفقده طعمه ومذاقه كما فقدت الحياة طعمها، عرّج على طوابير انتظار استلام المواد المضروبة ليصبح رمزا من رموز( التّكوين والتفرّع والتّناسل ) الذي( يمارس كهواء أوطعام أو غبار دائم للحظات الذّوات المتراكمة بحروفها الغليظة وكلماتها المجفّفة) الفاقدة للروح والطعم والنكهة والريح والرائحة، لم ينس النقص الحاصل في الأدويّة، الذي تسبّبت في موت الأهالي ولمزيد إيهامنا بصدق حكيه استشهد بامرأة سرحان ام حبيبته صفية التي لقيت حتفها بسبب مرض بسيط كان بالإمكان اسعافها لو توفّر الدّواء…

هكذ يتحوّل عجز النّظام، إلى عجز أشبه بالعجز الجنسيّ الذي سرعان ما انقلب إلى شذوذ مارسه القوي المتسلّط على الضّعيف خارج وداخل المعتقلات أنجر عنه انفلاتا أخلاقيا و انفعالات انعكست على اللّغة المتداولة في واقع الرّواية، ليقنع المتلقي بصدق حكيه، تمثل في لجوئه إلى استعمال لغة نابية تظهر في الحوار و المونولوج مرورا بالوصف والتّوصيف وصولا إلى السّرد لترجمة القبح في إطار نظريّة جماليّة القبح في الأدب التي تذكّرنا بأزهار الشرّ لدى بودلار نظريّة تدعم التّغيير والنّسبيّة في مقاييس الحكم على الأشياء وعلى الجمال.. تمكن من خلالها الرّوائي من نقل هاته السّلوكات العدوانيّة المخضبة بالدّماء المعطّرة بروائحه الكريهة وبالموت البطيء الذي كثر عليه الطلب ولم يُنل ببساطة، ذلك أن مريديه من المعذبين في المعتقلات يرون فيه انبلاج صبح وخلاص من دنيا العبث ومن كابوس ملاحقة زبانية النظام ليصبح تاريخا لتأريخ البعث لانطلاق الحياة والخلاص لذات مكبّلة محكومة بالهزيمة والحتمية منذ الشّهقة الأولى الواردة على وجه الخطإ لعالم بماهية وجود محددة مسبقا بالعبودية الموصوفة بالعدم في دنيا العبث واليأس والهزيمة والقهر وعدم القدرة على اختيار مصيره لم يدرك بعد الغاية من وجوده…

سلوكات مشينة مهينة موجّهة ضدّ شعب أعزل لا حول ولا قوّة له ذنبه وجودٌ وهويةٌ وميلادٌ لم يتلاءم مع زمن طبيعة وجغرافيّة المكان بما يتناسب مع حاكم البلاد ورئيس حزبه الذي وجّه جام غضبه إلى كلّ من حوله ممّن ضرب بقضيب الإهانة كالقضيب البلاستيكي الموجع الذي ورد ذكره في إحدى الفصول في نقل تسجيلي في الحوار المباشر منسلّا عنه في المونولوج والسّرد والوصف قادحا الخيال بتقريب الصّورة الذهنيّة التي تتلاءم مع بيئة النّص …لتضخيم النّرجسيّة الزّائدة للقائد وللنّظام ولأبواقه ولأقلامه ولمسانديه من مثقّفي البلاط من أدباء وشعراء وصحفيين ولحاشية البلاط المتسلقة على أعناق البؤساء ممن اختاروا الانصياع، مطلقا عنان خياله بإعادة تركيب بعض الأحداث وصياغتها بعد أن أسدل عليها الفعل الإبداعي المولّد للحركة والصّورة مفعّلا كلّ الحواس والأحاسيس، مبرزا صوت الصّمت في ضجيج حضرة الموت المنشود صعب الإدراك مناله، الذي حرّك الصّور كأيقونة دلالية للزعيم كرّمز دلالي للربوبيّة كصورة الأب رب العائلة الواقع بين فرضية الغائب المتخلّي عن حماية افراد عائلته الحاضر بالضّمير وصورة القائد الزعيم الحاجب للحق وللضياء ولنور الشمس الذي فوض أمر إبادة وقهر شعبه لزبانيته فصارت صورته كابوسا تظهر حتى في أحلام الرّعية.

نحن أمام ظاهرة لغوية تسوق لسايكولوجية الإنسان المقهور في بلد فرض عليه حصار () جلبه لنفسه بسبب نتيجة سوء تقدير ونرجسية عالية أفرزتها حاشية () أعمت بصيرة راع قائد زعيم تحول في لحظة تاريخية إلى ذئب يتلذذ نظامه بصلب خرفانه ورميمهم بالرّصاص وتعذيبهم والإطاحة بكل من دبّ وهبّ في غياب تشريع رادع له يحد من سلطته وتسلطه وتسلط كلابه الذين باتوا بدورهم ينبحون ويلهثون وراء شعب أعزل متّهم بجريمة موصوفة بخيانة الوطن يعامل معاملة العدو استحق الإعدام ليكون عبرة فبات الكل يتصيد الكل الكل خائف من الكل الكل، كما أوردته حياة الرايس في روايتها (بغداد وقد انتصف الليل) فيها ما يفصل ( فوبيا المخابرات)، الكل يألم ويتألم وينتظر الموت للخلاص من مصير ووجود قهري أوجده في زمكان حلت به لعنة الوجود لعنة السماء لم يسلم السياسي والجندي ولا المتدين الشيخ الناسك المتعبد في هدوء الراضخ في سكون وسلام ظانا بذلك السلام، ولا المواطن البسيط الراكض وراء لقمة العيش،. تحول الوجود عبثا عبث أقدار من ذلك أنّ الضّحية الروح الأنا السّارد المتهم بتدليس هويته مستكثرين عليه حتى شرف وجوده بهوية خانعة قابلة للقهر، فحتى هاته سلبوه إياها بعد أن سلبوه كرامته وإنسانيته وجرّدوه من فعل الحلم الحقيقي كباقي السّجناء الأموات بملامح أشباح ينتظرون الخلاص بطلقة رصاص يتوسّلون بها لتنهي مصير بائس تعيس… اعتقلوه في زنزانة “مطرّزة بالحشرات “… ذات تحلم بمولود منقذ اسمه حصار حصار حصار …قدره حصار وجوده حصار أملها فك حصار ذات… من زبانية يتداولون تقريبا نفس المصطلحات النّابية للتعبير عن انفعالاتهم واختلاجاتهم.

صوّر لنا النظام ورجالاته الحمقى، ويبرز ذلك من خلال مواقفهم وأعمالهم الدّنيئة التي تكشف عن قصور ذهني فاضح فقد جعلهم عبيدا للقائد وللرئيس ولنزواتهم الشّاذة ما جعل مفرداتهم مشتقة من سلوكات مشينة تكشف عن شواذ وشذوذ يبالغون في استعمال مفردات نابية وفي اقتراف أفعال مشينة متسترين بمراكزهم وبنفوذهم لتمتعهم بسلطة أو لقربهم من الحزب ومن سيادة الرئيس قد تصل إلى درجة استدراج ضحياهم ليمارسوا عليهم قاذوراتهم، ثم قد يتفننون في التنكيل بضحاياهم لزجهم في المعتقلات بتوجيه إحدى التهم الرخيصة كتهمة بسرقة أموال قدموها لهم كأجرة مقابل ما اقترفوه معهم من خطيئة كما يفعلون مع مومس أو مقابل خدمةبأجر…

كلامهم مستنسخ من الأعضاء التناسلية يدورون حول الفعل والمفعول به لتقزيم الذوات؛ ما جعل من كلام المجنون موعظة وحكمة ومنطقا، بينما بدت روح الأنا السارد القاصرة عن سبر أغوار الآخر على درجة من الوعي تطرح أسئلة في الوجود بعد أن اتهمت بالجنون والعبث في عالم العبث مستنجدة تارة بغاندي لفظا وبفكر سارتر تارة أخرى إيحاء عبر ما آل إليه مصير الشيخ الذي كان يدعو ربه كأنه أراد بذلك الإشارة إلى ضرورة اقتران الدعاء بالفعل بالعمل من أجل تحرير الذات من الجهل والوهم والوهن والتواكل والاستسلام بقبول تجرع كأس الذل جراء سوء الفهم والتأويل الخاطئ للدين وللاحترام فالمقاومة ضرورية لوضع حد للظلم تأكيدا بأن الله غني عن العبادة بالتواكل… فالله مع من يمتلك القوة على رأي نابوليون بونابارت لأن القوة طاقة وفعل إيجابي، فالتواكل لا يجدي نفعا لصاحبه…

هذا التجسيد يبرز في الاقتصاد في الكلام عبر التكثيف والإيجاز محدثا الصدمة والانفعال لدى المتلقي محدثا الذهول منتهيا إلى السخرية من خسة تصرف هذا وذاك بعد أن اتضح أن اللغة باتت تنبئ عن البيئة وأنها في حقيقة الأمر نتاج واقع وأن الملفوظ النابي بات ثقافة ومصطلحا يقع استدعاؤه لشحن المعنى بالصورة والفعل للتدليل والدلالة على القذارة استئناسا بالبلاغة من منظورها الجديد كما يراها بعضهم() من حيث بعديها (السيميائي والتداولي) من حيث الوظيفة والتأويل لتستحيل اللغة النابية نمطا دلاليا بيانيا فلسفيا لسانيا يعكس قبحا نفسيا ومرضا مجتمعيا أو جمالا نفسيا.

About The Author

Contact