×

عَوْدَةُ الشِّعْرِ بقلم الشاعر محمد نعيم بربر

عَوْدَةُ الشِّعْرِ بقلم الشاعر محمد نعيم بربر

عَوْدَةُ الشِّعْرِ

( من بحر الوافر )

بقلم الشاعر محمد نعيم بربر

مَضَى زَمَنٌ حَسِبْتُ الشِّعْرَ وَلَّـــى

ومَــــا عَادَتْ تَفِيْضُ بِيَ الْمَشَاعِرْ

كَأَنِّـــــــــي دُوْنَ نَظْمِ الشِّعْرِ مَيْتٌ

دَفِيْنٌ فِي الْحَيَاةِ ، بِلا خَــــــــوَاطِرْ

أَوَ انِّي دُوْنَ أَهْلِ الأَرْضِ أَسْعَــــى

أَعِيْشُ عَلَى الْهَوَامِشِ عَيْشَ قَاصِـرْ

أُلَمْلِمُ مِنْ حُطَـــــــــــامِ الْكَوْنِ نَفْسِي

وَأَبْحَثُ فِي وُجُوْهِ النَّــــــــاسِ حَائِرْ

كَأَنِّـــــــــــــي غَيْرُ نَفْسِي دُوْنَ شِعْرٍ

أَوَ انِّــــــــــــي كَالْقِنَاعِ لِوَجْهِ شَاعِرْ

أَلا يَـــــــــــــا نَفْسُ هُبِّي مِنْ سُبَاتٍ

فَمَجْدُ الشِّعْرِ مِثْلَ السَّيْفِ بَـــــــــاتِرْ

أَعِيْدِيْنِي إِلَى مَجْدِ الْقَوَافِـــــــــــــــي

أَعِيْدِي الشِّعْرَ يَصْدَحُ فِي الْحَنَــاجِرْ

أُحَاوِلُ كَسْرَ طَوْقِ الأَسْرِ عَنِّـــــــي

فَهَلْ يَــــــا شِعْرُ غَرَّكَ قَلْبُ آسِرْ ؟!

لَقَدْ أَبْلَــــــى الزَّمَانُ شَتَاتَ عُمْرِي

أَلا يَـــــــا شِعْرُ كُنْ لِي خَيْرَ نَاصِرْ

أَعِدْ لِـــــــي مَا خَسِرْتُ إِلَى حَيَاتِي

إِلَـــــــى عَصْرِ الْمُرُوْءَةِ وَالْمَفَاخِرْ

خَسِرْتُ الْمَجْدَ إِذْ وَلَّيْتَ عَنِّــــــــي

وَإِنِّــــــــي فِي حَيَاتِي الْيَوْمَ خَاسِرْ

أَعِيْشُ مُتَـــــاجِرًا مِنْ أَجْلِ عَيْشِي

وَلَكِنْ مَـــــا حَيِيْتُ حَيَاةَ تَـــــاجِرْ

أُفَتِّشُ فِي عُيُوْنِ النَّاسِ عَنْـــــــهُ

وَأَبْحَثُ عَنْ شُعُوْرِي فِي الْمَتَاجِرْ

وَهَيْهَاتَ الْمَشَاعِرُ أَشْتَرِيْهَــــــــا

وَحَظِّـــي فِي التِّجَارَةِ حَظُّ عَاثِرْ

  وَمَا كَانَتْ عُيُوْنُ الشِّعْرِ يَوْمًـــــا                                                                                                                    تَرُوْقُ لِتَاجِرٍ فَوْقَ الْمَنَابِــــــــرْ

فَإِنِّي مَــــــــا خُلِقْتُ سِوَى لِشِعْرٍ

تَوَزَّعَ وَهْجُهُ فَوْقَ الْمَنَائِـــــــــرْ

لأَنَّ الشِّعْرَ جُذْوَتُهُ كَنَـــــــــــارٍ

إِذَا خَمَدَتْ ، تَفَجَّرَ فِي السَّرَائِرْ

سَأَبْقَى بَعْدَ هَجْرِكَ لِي وَفِيًّـــــا

فَمَــــــا أَنَا مَنْ يُتَاجِرُ بِالْمَشَاعِرْ

أُحَلِّقُ هَائِمًــــــــــا بِجَنَاحِ رُوْحِي

أَعُوْدُ إِلَيْكَ كَـــــــالطَّيْرِ الْمُهَاجِرْ

About The Author

Contact