×

سَـــــفائنُ الأبْرارِ../ الشاعر ضياء تريكو صكر… / العراق

سَـــــفائنُ الأبْرارِ../ الشاعر ضياء تريكو صكر… / العراق


سَـــــفائنُ الأبْرارِ
 الشاعر ضياء تريكو صكر… من العراق

—————————
مَســـعاكَ فيءُ الحِــلْمِ مُفْــــردُهُ
———————— وخُطـــــاكَ مِــنْ عَـــزْمٍ تورِّدُهُ
والألمعيُّ شِـــــــــهابُ مُطْلِقِــهِ
———————— بيـــــنَ الثّواقـــبِ بانَ فرقَــدُهُ
تســــــنو إلى العليـــــاءِ نُورتُهُ
———————— ويضيءُ مختــــــالاً تَوَقِّــــــدُهُ
وجْـهُ الثّرّيا سِـــــرُّ مُبْلِجِهـــــا
———————— وسِرارُ وهجِكَ حانَ موعِــــدُهُ
الوِرْدُ في ألمى الظّــــلالِ ندىً
———————– ولَمـاكَ في التّبيـــــــانِ مَورِدُهُ
ومَـلاذُ نفســي حيـــنَ ضائقـةٍ
———————- سِــــــفْرٌ بمـــا خطّـتْ لنا يدُهُ
وتشـــــدُّني آياتُ مِجــــــــدَلِهِ
———————- ويذيبنـــــي، حينـاً تفـــــــرّدُهُ
لمْ يدْنُ يوماً رَطْـنَ مَنْ عَبَدوا
———————- ويُحيطُني فَخْــــــــراً تمَـــــرّدُهُ
مُتَبَتِّــلٌ فِي الزُّهْــــــــدِ ديدَنُهُ
———————- أدنـــو فيدركنــــي تهجّـــــدُهُ
تلتفُّ بي أيّــــامُ صومعِــــــهِ
———————- ويلفّنـــي قَـــــــدْراً تعبّـــــدُهُ
وتعللتْ نفســــــــي بمُكْتَنَـــزٍ
———————- وترَفّقـــتْ إذْ ثَرَّ سُــــــــــؤْدَدُهُ
مِنْ بعضِ ما في الحقِّ يجمعُنا
———————- إيماننـــا، في القلبِ نعهــــدُهُ
فالشّــرْعُ أنَّ الخيـرَ نرفـــدُهُ
———————- والدِّيــــــــنُ أنّ اللهَ نعــــبدُهُ
طافتْ بهِ العَليــاءُ ســـــاميةً
———————– ويعانقُ الجّـــوزاءَ مَرْقــــــدُهُ
ونِداهُ مِلءُ الكونِ مســــمعُهُ
———————- وصَـــــداهُ، مُفتخِـــراً، يرددُهُ
وشُــــموخُهُ كالطّوْدِ مُنْتَفِضٌ
———————- أنْ ليسَ مِنْ عَصْفٍ يُهَدْهِـدُهُ
ويقيمُ جرحــي حُـزْنُ رقدتِهِ
———————- مَنْ يا ترى، في الأرضِ يُقعِدُهُ؟
ما أغْمَضَ الأجفانَ يوقظُهـا
———————- صَحْوٌ بخيطِ الشّمسِ مِـروَدُهُ
للصّبْــحِ لحْــنٌ حيثُ نافذتي
———————- وعنادلٌ، طَـــــــرَباً تغــــرِّدُهُ
عـاندْتُ حُزني في مفـارقةٍ،
———————- أنَّ التّمــــاهي لا يحـــــدّدُهُ
أدمنتُ شَـــوقاً مِنْ توَهّجِـهِ
——————— ولظاهُ ليسَ البَحْـرُ يخمِــدُهُ
تشكو الفراقَ مناحتي وَلَهاً
——————– حـالي كمَنْ أدمـاهُ مُسْـهِدُهُ
أوَنحْسِـــبُ النَّدَبـاتِ زائلةً
——————– أمْ نجعـلُ الأتْراحَ تســعِدُهُ
هـذا، وأيْـمُ اللهِ سِـــفْرُ أبي
———————- يحييهِ في كينونــةٍ غَــــدُهُ
يسقي الثّرى أكيالَ معْصَمِهِ
——————— يُمْناً بوُسْعِ الأرضِ واحِدُهُ
يألو بفَضْـــلٍ ثرَّ منبعُــــهُ
——————— حتّى الرّدى ما كانَ يجحَدُهُ
يا أيّها المَمْشوقُ ســاعِدُهُ
——————– بينَ الجّبـالِ وبانَ مِرْبـدُهُ
مرساكَ يضفي البِّرَّ عَنْونَةً
——————— وسَـفائنُ الأبْرارِ تقصِـــدُهُ
ما ماتَ مَنْ تُحييهِ سـيرتُهُ
——————- ومُوَشّـحٌ بالسِّـــــفْرِ مَوْلِدُه
وثواقبُ التّاريـخِ ذاكــــرةٌ
——————– لو كــانَ ثَقْبًا ليسَ يُوصِدُهُ
فالخُلْدُ حيثُ المَجْدُ يدركُهُ
—————— والمَجْدُ حيثُ الخُلْدُ يشهدُهُ

About The Author

Contact