×

شيءٌ من اللغةِ العربيّة( ح 16 )، (الفاعل)./ بقلم د. مديح الصادق، من كندا.

شيءٌ من اللغةِ العربيّة( ح 16 )، (الفاعل)./ بقلم د. مديح الصادق، من كندا.

شيءٌ من اللغةِ العربيّة ح 16، (الفاعل).

د. مديح الصادق، من كندا.

الفاعل هو الاسم المُسنَد إليه (فعل)، وحقّ الفاعل الرفع، نحو:

(فازَ المجتهدونَ)، (نِعمَ الرجلُ أخوكَ).

المجتهدونَ: فاعل الفعل (فازَ) المتصرف. الرجلُ: فاعل الفعل (نِعمَ) الجامد.

أو هو، أي الفاعل؛ المُسنَد إليه (شبه الفعل)، نحو:

أ- اسم فاعل: (أحاضرٌ الشاعرانِ؟). شبه الفعل هنا (حاضرٌ)، عمِلَ عمَل الفعل؛ فرفع فاعلاً، (الشاعرانِ).

ب- الصفة المُشبَّهة: (حضرَ الحسَنُ خلقُهُ). شبه الفعل (الحَسَنُ)، عمِلَ عمَلَ الفعل؛ فرفع فاعلاً، (خلق)

وهو في نفس الوقت فاعل الفعل (حضرَ).

ج- المصدر: {إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ}. شبه الفعل هو المصدر (اتّخاذ)، المضاف

إلى فاعله في المعنى، وهو (الكاف).

د- اسم التفضيل: (فازَ الفريقُ الأنشطُ لاعِبوهُ). شبه الفعل اسم التفضيل (الأنشطُ)، وقد عملَ عمَلَ فعله؛ فرفع فاعلاً،

(لاعِبوهُ).

ه- اسم الفعل: استشهد النحاة ببيت لجرير: “فهيهاتَ، هيهاتَ العقيقُ ومَنْ بهِ، وهيهاتَ خِلٌّ بالعقيقِ نواصلُه”.

لقد عمل اسم الفعل (هيهاتَ) عمل الفعل فرفع فاعلاً: (هيهاتَ العقيقُ) و( هيهاتَ خِلٌّ).

………….

قد يُجرّ الفاعل بحرف الجرّ (الباء) الزائد، كما في أسلوب التعجب:

{أسمِعْ بِهِمْ وأبصِرْ}. هم: ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(أكرِمْ بأستاذِ النحوِ وأنعِمْ). أستاذ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة، منع من ظهورها اشتغال المحل

بحركة حرف الجر الزائد.

وفي فاعل (كفى): { كفَى باللهِ شَهيدَا}.

ويُجرُّ بحرف الجر (مِنْ) الزائد، إذا سُبق بنفي أو شبه النفي:

{ما جاءَنَا مِنْ بَشيرٍ}. (هلْ فازَ مِنْ متسابقٍ).

الفاعل فيما سبق مجرورٌ لفظاً بحرف الجر الزائد، مرفوع محلّاً.

…………

الفاعل إما أن يكون اسماً صريحاً، نحو: (حضرَ (الشواعرُ). (حضَرْنا كما حضرْتُم وحضُرُوا).

أو مصدراً مؤوَّلاً، نحو: (يُسعِدُنِي أنَّكَ مُعافى).

يُسعِدُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

النون: نون الوقاية، حرف مبني على الكسر، لا محل له من الإعراب.

الياء: ضمير مبني السكون، في محل نصب مفعول به.

أنَّ: حرف توكيد ونصب، مبني على الفتح، لا محل له من الإعراب.

الكاف: ضمير مبني على الفتح، في محل نصب، اسم (أنَّ).

مُعافى: خبر (أنَّ) مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف.

والمصدر المؤول من (أنَّ واسمها وخبرها)، في محل رفع (فاعل الفعل أسعَدَ)، والتقدير: (يُسعدني معافاتُكَ).

(أعجبَ الحضورَ ما فعلَ الخطيبُ).

فاعل الفعل (أعجبَ) هو المصدر المؤول من (ما المصدرية والفعل فعَلَ). والتقدير: (أعجبَ الحضورَ فِعلُ الخطيبِ).

(ثبتَ أنْ يظهرَ الهلالُ الليلةَ).

فاعل الفعل (ثبتَ) هو المصدر المؤول من (أنْ المصدرية والفعل يظهر)، والتقدير: (ثبتَ ظهورُ الهلالِ الليلةَ).

……………..

حقّ الفاعل أن يتأخر عن رافعه، (الفعل أو شبه الفعل)، ولا يجوز أن يتقدم على رافعه؛ لأنه إذا تقدم يكون حكمه

مبتدأً وليس فاعلاً، فإذا قلتَ:

(زيدٌ حضرَ)، فإن (زيداً) حكمه مبتدأ، خبره الجملة الفعلية من الفعل (حضرَ) وفاعله الضمير المستتر جوازاً

تقديره هو، يعود إلى زيد.

هذا رأي البصريينَ، على خلاف رأي الكوفيينَ الذين يُجيزون تقدم الفاعل على رافعه، وهذا فيه آراء وخلافات،

لا نشغل القارئ بها.

……….

إذا أُسند الفعل إلى فاعل ظاهر، مثنى أو جمع؛ فيجب تجريد الفعل من علامة التثنية أو علامة الجمع:

(فازَ المتسابقانِ)، (فازَ المتسابقونَ)، (فازتْ المتسابقاتُ). وهذا مذهب جمهور النحاة.

هناك لغة لجماعة من العرب (طيء، أو أزدشنوءة)؛ يلحقون علامة التثنية أو الجمع بالفعل المسند لفاعل ظاهر، نحو:

(فازا المتسابقانِ). فازوا المتسابقونَ). فزنَ المتسابقاتُ).

لهم في هذه العلامات آراء، منها:

1- أن الألف حرف يدل على التثنية، والواو حرف يدل على جمع المذكر السالم، والنون حرف يدل

جمع المؤنث السالم، وهي زائدة لا محل لها من الإعراب.

2- أنها ضمائر، وكل منها فاعل، والاسم الظاهر بعد الفعل (بدل) عن الفاعل. وهذا قليل جدا عند العرب.

لقد أسماها النحاة (لغة أكلوني البراغيث)، ومنها: {يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ باللَّيْلِ، وَمَلَائِكَةٌ بالنَّهَارِ}.

من شواهد النحاة قول الشاعر أبي عبد الرحمن محمد بن عبد الله العتبي:

“رَأَينَ الغَواني الشَيبَ لاحَ بِعارِضي… فَأَعرَضْنَ عَنّي بِالخُدودِ النَواضِرِ”.

………………

يجوز حذف الفعل وإبقاء الفاعل إذا دلَّ في الكلام دليل على الفعل:

1- عندما يُقال: مَنْ نجحَ؟ يأتي الجواب: عليٌّ.

2- الاسم بعد (إنْ) و(إذا) الشرطيتين فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل الآتي بعده، نحو:

{{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ}. {إِذَا السَّمَاءُ اِنْشَقَّتْ}.

(أحَدٌ) و(السماءُ) كل منهما فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل بعده، والتقدير:

(وإنْ استجاركَ أحدٌ من المشركينَ استجاركَ….). (إذا انشقَّتْ السماءُ انشقَّتْ).

هذا على رأي البصريين؛ إذ يرون أنَّ حرفي الشرط (إنْ) و(إذا) يجب أن يليهما جملة فعلية؛

أما الكوفيون فيرونَ أن الاسم بعدهما (فاعل متقدم على الفعل بعده)؛ فهم يجوزون تقدم الفاعل على الفعل،

وخالفَهما أبو الحسن الأخفش بأنْ رأى جواز أن يأتي الاسم بعد (إنْ، وإذا) من دون سائر أدوات الشرط،

ويُعرب مبتدأ خبره الجملة بعده.

………………..

إذا كان الفاعل مؤنثاً (حقيقيّاً أو مجازيّاً)؛ تلحق (الفعل الماضي) المسند إليه؛ (تاء التأنيث الساكنة):

(نجحتْ سلمى). (غربتْ الشمسُ).

هناك حالات وجوب وحالات جواز:

الوجوب:

1- يجب أن تلحق (تاء التأنيث الساكنة) الفعل إذا كان الفاعل ضميرَ مؤنثٍ مستتراً، مؤنثاً حقيقياً

كان أم مجازيّاً:

(سلمى نجحتْ). فاعل الفعل (نجحَ) ضمير مستتر جوازاً تقديره هي، يعود إلى سلمى (مؤنث حقيقي).

(الشمسُ غربتْ). فاعل الفعل (غربَ) ضمير مستتر جوازاً تقديره هي، يعود إلى الشمس (مؤنث مجازي).

2- يجب أن تلحق (تاء التأنيث الساكنة الفعل إذا كان الفاعل اسماً ظاهراً، تأنيثه حقيقي:

(جاءتْ ليلى). (غادرتْ آيةُ).

ورد في شواهد النحاة حالات جاز فيها حذف التاء والفاعل مؤنث حقيقي، وهي قليلة، وفي الشعر خصوصاً.

…………………………………..

حالات جواز إلحاق (تاء التأنيث الساكنة) بالفعل الماضي:

1- إذا فُصل بين الفعل والفاعل بغير (إلاّ): (حضرتْ اليومَ دعاءُ). أو (حضرَ اليومَ دعاءُ).

2- لا تُثبت (التاء) إذا فصل بين الفعل والفاعل ب(إلّا):

(ما حضرَ إلّا زينبُ). (ما ظهرَ إلّا الثريا).

يجوز إثبات (التاء) في الشعر، وقد استشهد النحاة ببيت ذي الرمة إذ أثبت (التاء) مع وجود الفاصل (إلا):

“طَوَى النَّحْزُ وَالأَجْرَازُ مَا فِي غُرُوضِهَا… فَمَا بَقِيَتْ إلاَّ الصُّدُورُ الجَرَاشِعُ”.

3- لا تُثبت (التاء) إذا كان الفاعل جمع مذكر سالماً: (اجتمعَ المُدرِّسونَ).

4- يجوز إثبات (التاء) أو عدم إثباتها إذا كان الفاعل جمعاً، باستثناء جمع المذكر السالم، فلا يجوز معه إثباتها:

(قامَ الرجال). (قامتْ الرجالُ). (قام الهنودُ). (قامتْ الهنودُ).

(قامَ الهنداتُ). (قامتْ الهندات).

وقد جاء في القرآن: {وقالَ نسوةٌ في المدينةِ}. {غلَبتْ الرومُ}. {إذا جاءَكَ المُؤمِناتُ}.

البصريون لا يجيزون عدم إثبات التاء إذا كان الفاعل جمع مؤنث سالماً.

5- يجوز إثبات (التاء وحذفها) إذا كان فاعل (نِعمَ، وبِئسَ) مؤنثاً:

(نعمَ المرأةُ منيرةُ). (نِعمَتْ المرأةُ منيرةُ).

……………………………

الأسماء التي تدل على معنى الجمع ستة:

1- اسم الجمع مثل: (قوم، رهط، نسوة).

2- اسم الجنس الجمعي مثل: (روم، زنج، هنود).

3- جمع التكسير للمذكر مثل: (رجال، شعراء).

4- جمع التكسير للمؤنث مثل: (شواعر، ضوارب).

5- جمع المذكر السالم مثل: (المؤمنونَ، البنونَ). يرى النحاة (عدم إثبات التاء) مع الفعل.

6- جمع المؤنث السالم مثل:(المؤمنات، المعلمات). يرى البصريون (وجوب إثبات التاء) بالفعل؛

على خلاف الكوفيين الذين يرون جواز ذلك، مستشهدين بشواهد قرآنية وشعرية.

……….

الأصل أن يلي الفعلَ الفاعلُ من غير فاصل؛ لأنه كالجزء منه، والأصل أن ينفصل المفعول عن الفعل

ويتأخر عن الفاعل: (أعطى أبوكَ أخاكَ كتاباً).

يجوز تقديم المفعول به على الفاعل إذا أمِنَ اللبس: (عالجَ المُصابينَ أطباءٌ مُتخصِّصونَ).

(كرَّمتْ الفائزاتِ المديرةُ).

إذا خيف اللبس، وعدم وجود قرينة للتمييز؛ فيجب تأخير المفعول به، نحو: (كرَّمت ليلى سلمى).

……………….

يتقدم المفعول به على الفاعل إذا كان محصورا ب(إلا): وقد استشهدوا ببيت لمجنون بني عامر:

“تزوَّدتُ مِن ليلى بتكليمِ ساعةٍ… فما زادَ إلّا ضِعفَ ما بي كلامُها”.

لقد قدَّم المفعول به (ضِعف) المحصور ب(إلّا) على الفاعل (كلام).

(ما قرَأ إلّا قصيدةً ناصرٌ). (لم تكتبْ إلّا مقالاً ساميةُ). (لا ترغبُ إلّا النقدَ سهيلةُ).

يتقدم الفاعل على المفعول به إذا كان الفاعل محصوراً ب(إلّا): (ما قابلَ إلّا سعدٌ محمداً).

……………..

1- وجوب تقديم المفعول به على الفعل:

{إيَّاكَ نعبدُ وإيَّاكَ نَستعِين}: المفعول به ضمير منفصل، لو تأخر وجب اتصاله.

(أيَّاً تقرأْ أقرأْ): المفعول به (أيّ)، اسم شرط له الصدارة في الكلام.

(أيَّ كتابٍ قرأتَ؟): المفعول به (أيّ)، اسم استفهام له الصدارة في الكلام.

2- جواز تقديم المفعول به على الفعل:

(كتاباً اشترى رائدٌ)، (الشعراءَ استقبلَ الحاضرونَ): ليس هناك لبس في تقدم المفعول به.

………………………..

ألتقيكم في الحلقة 17 لأقدم لكم محاضرة بعنوان (نائب الفاعل).

لكم التحايا مع المحبة والتقدير.

كندا – الجمعة 4 – 6 – 2021

About The Author

Contact