×

شيءٌ من اللغة العربية ح 42 (إعمال المصدر). بقلم الدكتور مديح الصادق… من كندا

شيءٌ من اللغة العربية ح 42 (إعمال المصدر). بقلم الدكتور مديح الصادق… من كندا

شيءٌ من اللغة العربية ح 42 (إعمال المصدر).
بقلم د. مديح الصادق… من كندا
.
المقصود بعمل المصدر أنه يعمل عمل الفعل، أي يرفع فاعلاً وينصب مفعولاً به، نحو:
(صوماً رمضانَ)، التقدير: (صمْ رمضانَ).
(يُسعدُني نيلُكِ جائزةً في المهرجانِ)، التقدير: (يُسعدُني أنْ تنالي جائزةً في المهرجانِ).
……………….
هناك موضعان لعمل المصدر عمل الفعل:
أ-عندما ينوب المصدر مناب الفعل، نحو: (فهماً الدرسَ).
لقد ناب المصدر (فَهماً) مناب الفعل (افهم)، وفيه ضمير مستتر في
محل رفع، تقديره أنتَ، كما أنه نصب المفعول به (الدرسَ).
ب- عندما يُقدَّر المصدر ب(أنْ والفعل) إذا قصد (المضي أو الاستقبال)، نحو: (سُررْنا بفهمِكَ الدرسَ أمسِ)، التقدير: (سُررْنا بأنْ فهمتَ الدرسَ أمسِ).
(يَسرُّنا فهمُكَ الدرسَ غداً)، التقدير: (يَسرُّنا أنْ تفهمَ الدرسَ غداً).
أو يُقدَّر المصدر ب(ما والفعل)، إذا قصد (الحال)، نحو:
(يَسرُّنا فهمُكَ الدرسَ الآنَ)، التقدير: (يَسرُّنا ما تفهمُ الدرسَ الآنَ).
……………….
ثلاثة أحوال لعمل المصدر المُقدَّر ب(أن والفعل، أو ما والفعل):
أ- أن يكون مُضافاً، وهو أكثرمن المُنوَّن، نحو: (الرائعُ نيلُكَ الجائزةَ).
ب- أن يكون مُنوَّناً، وهو أكثر من المُعرَّف ب(أل)، نحو:
.{أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يتيماً}
لقد نصب المصدر المُنوَّن (إطعامٌ) مفعولاً به (يتيماً).
من شواهد النحاة بيت للمرار بن منقذ:
.”بِضَرْبٍ بالسُّيُوف رُؤوسَ قومٍ… أَزَلنا هامَهُنَّ على المَقِيلِ”
الشاهد فيه أن المصدر المُنوَّن (ضربٍ) عمل عمل فعله؛ فنصب مفعولاً به (رؤوسَ).
ج- أن يكون مُعرَّفاً ب(أل)، وهو قليل، نحو: (عجبتُ مِن الضربِ زيداً)، وعلَّل النحاة ذلك بأنَّ التعريف بالألف واللام يُعوِّض عن التنوين.
من شواهد سيبويه بيت لشاعر لم يذكر اسمه:
.”ضعيفُ النِّكايةِ أعداءَهُ… يَخالُ الفرارَ يُراخِي الأَجَلْ”
الشاهد فيه أنَّ المصدر المُعرَّف بالألف واللام (النكاية) نصب مفعولاً به (أعداءَ).
من شواهد سيبويه بيت لمالك بن زغبة الباهلي:
.”لَقَد عَلِمَتْ أولى المُغيرَةِ أَنَّني… كَررتُ فَلَم أَنكُل عَنِ الضَّربِ مَسمَعا”
الشاهد فيه نصب المصدر المُعرَّف بالألف واللام (الضرب) مفعولاً به (مَسمعَا).
………………
إضافة المصدر:
أ- يُضاف المصدر (للفاعل)؛ فيكون الأخير مجروراً بالإضافة، ثم ينصبُ المصدر مفعولاً به: (أحزنَنِي تركُ زيدٍ المحاضرةَ).
ب- يُضاف المصدر (للمفعول به)؛ فيكون الأخير مجروراً بالإضافة، ثم يرفع المصدر فاعلاً: (حضَرْنا تكريمَ الفائزينَ المديرُ).
من شواهد سيبويه بيت للفرزدق يصف ناقة:
 “تَنفِي يداها الْحَصَى فِي كلّ هاجرةٍ… نفيَ الدّراهيم تَنقادُ الصّياريف”.   
الشاهد فيه إضافة المصدر (نفي) إلى مفعوله (الدراهيم)، ثم رفع فاعله (تَنقادُ).
ج- يُضاف المصدر (للظرف)، ثم يرفع الفاعل، وينصب المفعول به: (احتفلنا بإعلانِ اليومِ هندٌ خطبتَها).
……………………
إعراب المصدر المُضاف لفاعله:
المصدر المُضاف لفاعله يُعرب فاعله مجروراً لفظاً مرفوعاً محلّاً.
إعراب تابع المصدر المُضاف لفاعله:
أ- الجرّ مراعاة للفظ: (سُررتُ بإنجازِ سعيدٍ المجتهدِ الواجبَ).
ب- الرفع مراعاة للمحلّ: (سررتُ بإنجازِ سعيدٍ المجتهدُ الواجبَ).
من شواهد النحاة بيت للبيد بن ربيعة العامري يصف حماراً وحشيّاً:
” حَتى تَهَجَّرَ في الرَّواحِ وهَاجَها… طَلَبَ المُعَقَّبِ حَقَّهُ المَظْلُومُ”
الشاهد فيه رفع التابع (المظلوم) وهو صفة الفاعل المضاف له المصدر (المُعقِّب)؛ مراعاة لمحلّ الفاعل المجرور لفظاً، المرفوع محلّاً.
…………
المصدر المُضاف لمفعوله يُعرب مفعوله مجروراً لفظاً؛ منصوباً محلّاً، وتابعه:
أ- مجرور على اللفظ: (سرَّني إكرامُ الضيفِ الظريفِ سعدٌ).
ب- منصوب مراعاة للمحلّ: (سرَّني إكرامُ الضيفِ الظريفَ سعدٌ)
من شواهد كتاب سيبويه بيت لرؤبة بن العجاج:

.”قدْ كُنتُ داينتُ بِها حسَّانا… مَخافةَ الإفلاسِ واللَّيانا”
الشاهد فيه نصب (الليانا) المعطوف على (الإفلاس)؛ المجرور لفظاً
المنصوب محلّاً؛ مراعاة لمحلّه..
………………
عمل اسم المصدر:
المقصود باسم المصدر: ما ساوى المصدر في الدلالة على معناه، وخالفه بأنَّ اسم المصدر يخلو (لفظاً وتقديراً) من بعض ما في فعله دون تعويض، نحو:
(عطاء) اسم مصدر، وقد ساوى المصدر (إعطاء) في المعنى، وخالفه في خلوه من الهمزة الموجودة في فعله (أعطى) لفظاً وتقديراً، ولم يعوّض عنها شيء.
عندما يعوّض عنه شيء (تقديرا) فهو مصدر وليس اسم مصدر، نحو: (قتال) مصدر خَلا من الألف في فعله (قاتلَ)، لكنها موجودة تقديراً، (قاتل، قيتالاً، وضاربَ ضيراباً).
عندما يخلو المصدر من بعض ممّا في فعله ويعوّض عنه شيء؛
فإنَّه مصدر، وليس اسم مصدر، نحو: (عِدَة)، فهو مصدر (وعَدَ)
إذ خلا من الواو في أوله لفظا وتقديرا، لكنه عوض عنها بالتاء. ……………..
من شواهد النحاة في عمل اسم المصدر عمل المصدر؛ بيت للقطامي، عمير بن شييم ابن أخت الأخطل:
.”أَكُفْرًا بعدَ رَدِّ المَوْتِ عَنِّي… وِبَعْدَ عَطَائِكَ المِائَةَ الرِّتَاعَا”
الشاهد فيه أنَّ (عطاء) اسم مصدر مضاف لفاعله، عمل النصب في (المائة) مفعولا به.
من شواهد الأشموني بيت لشاعر مجهول:
.”بِعِشْرَتِكَ الْكِرامَ تُعَدُّ مِنْهُمْ… فَلاَ تُرَيَنْ لِغَيْرِهِم أَلوْفا)
الشاهد فيه أن اسم المصدر (عِشرة) بعد إضافته لفاعله؛ نصب مفعولا به، (الكرام).
…………………..
عسى أنْ أكون قد وُفقتُ في عرض المادة بأسلوب يسهل تناوله للمتلقّي، متخصِّصاً كان أم غير متخصِّص.
الحلقة القادمة 43 (مواضع كسر همزة إنَّ ومواضع فتح همزة أنَّ).
كندا – 18 – 7 –

About The Author

Previous post

منتدى ثورة قلم، منصة ثقافة انسانية، غرفة النقد، الحلقة العاشرة من (ناقد وكاتب) للمجموعة الشعرية ( رؤى وأحلام) للشاعرة اللبنانية زينب الحسيني

Next post

قراءةٌ بعجالة زمام الوقت، متأنيةٌ باقتفاء احساس الكلم. في المجموعة الشعرية رؤى وأحلام للشاعرة زينب الحسيني/ لبنان. قراءة: د. وليد جاسم الزبيدي/العراق.

Contact