×

قراءةٌ بعجالة زمام الوقت، متأنيةٌ باقتفاء احساس الكلم. في المجموعة الشعرية رؤى وأحلام للشاعرة زينب الحسيني/ لبنان. قراءة: د. وليد جاسم الزبيدي/العراق.

قراءةٌ بعجالة زمام الوقت، متأنيةٌ باقتفاء احساس الكلم. في المجموعة الشعرية رؤى وأحلام للشاعرة زينب الحسيني/ لبنان. قراءة: د. وليد جاسم الزبيدي/العراق.

قراءةٌ بعجالة زمام الوقت، متأنيةٌ باقتفاء احساس الكلم.

في المجموعة الشعرية رؤى وأحلام.

قراءة: د. وليد جاسم الزبيدي-العراق.

المقدمة/ في قراءة مستعجلةٍ لحصار الوقت، والموعد، واختناقاتنا بما نجازف به في صراعٍ مع زمنٍ أغبرَ لا يمنحنا فرصةً للتنفس، استطعتُ أن أجملَ قراءتي في أسطر لمجموعةٍ تستحق أكثر من هذه الوقفة. لكن بادىء ذي بدء لابدّ أن أنوّه لمن لا يعرف منهجي القرائي أقول، لستُ ممن يتخذ المصطلح عصاً أتوكأ عليها، ولا الجانب الأكاديمي في رسم منهج القراءة، بل هكذا أحس النص والكلمة وأعتقها على الورق. فأستميحكم عذراً.

رؤى وأحلام ، زينب الحسيني/ مع مايجد المتلقي والقارىء من تقارب واشكالية في الجمع بين مفردتين، تم اختيارهما بمشاكسة لعمل كسر في رتابة العناوين، ولكي يكون للعنوان سطوة في جر الانتباه نحو مايترتب على شكل المفردة ظاهراً، وعمقها الدلالي في المبنى والمعنى تالياً، فبين الحلم والرؤى، تولدُ النصوص التي انتجتها فترات متقلبةٌ، بين مدّ وجزر، وهذا واضح في بنية النّص مع أن الشاعرةَ لم تكتب تواريخ الكتابة، ولا مكانها، لكن منْ يبحر يتحسس عدد وقيمة الجواهر هنا وهناك في مياه عاصفة، هادئة، متركة كشلال، وهادئة مجرى ساقية.

بين الرؤية والحلم، أكثر من وشيجة في الائتلاف والاختلاف، بين ما يمكن أن يحقق، وما هو أضغاث، بين واقع وخيال، بين الممكن واللاممكن. هكذا هو التنافر والتجاذب، الشروق والغروب، اللقاء والهجر، الافتتان والامتعاظ.

كل هذا الهجين، انعكاس للذات عند الشاعرة، المسامحة تارة في جغرافية محددة، والنافرة عن كل شيء في جغرافية أخرى، تمنح الود وحبال الشوق ، ثم في مفترق آخر تثبُ صرخةً تعتملُ في الذات لتصل بصورٍ حسب ثقافة المتلقي لإستلام رسالة.

السؤال في النص / النصوص في أغلبها سؤال واضح، أو ضمني، أو انكاري، أو بهيأةٍ ساخرة، ما إن تقرأ كل نص، ستجدُ سؤالاً، يبحث في ذات المتلقي أن يضع جواباً له، والنص صاحب الرسالة، النص الابداعي، الذي يطرحُ أسئلةً تمتدّ جسراً مع الآخر، ليكون النّص ساحة وموطن التفاعل للبحث عن خارطة طريق للوصول الى المبتغى ، مهما كان بسيطا أو صعباً.

النصوص في اطارها لعام شفيفة، لغتها شعرية، وموسيقاها الخبيئة وراء النص تمنحك فرصةً للإسترخاء والتأمل، ليست صاخبة، ولا هادئة تودعك الى النوم، بل موسيقى محفزة للولوج في مسالك لم تطأها قدم ولا قلم. هكذا عرفتُ نصوص الشاعرة منذ زمن، نص سهل يجري مجرى النهر، صعب في اقتفاء معناه والامساك بمياهه وشرره. تقرأهُ، كأنّك تقرأ شعرا رومانسيا فيه العذوبة، والمفردات المنتقاة من جواهر اللغة، لكنك ما إن تفكك النّص تجد أنك تعوم في عالم آخر يأخذك الكلام والصور الى استقراء بينيات النّص. هكذا تجد الحس الرومانسي العذب في العناوين التي لم تكن ابداً ثريا النص كما قال عنها (رولان بارت) بل هي تمدّ لك الحبل لتعرف قدرتك لتسلق جبال النص ومنحدراته، فما هو احساسك وأنت تقرأ هذه العناوين( همسة/ متاهات/ طيران/ قلم يبكي/ كم أناديك/ حنين/ أنا وأنت/ زهرة فوق ركام/ غروب….) كلها شفيفة وعاشقة، تحيلك الى رومانسية القرن العشرين والعشق العذري الصادق، (بوح/ نظرة/ إبقَ معي/ سؤال/ أمنية/ أما آن الأوان..) كأنك تدخل في برج جبران خليل جبران، لكنها ليست جبرانية، وليست في اتجاه (سعيد عقل) ولا هي نزارية الفحوى والمذهب. هو (بوحٌ زينبي) هكذا أردت أن اضع هذا المصطلح الذي لا يوافقه مصطلحٌ نقديٌ حداثوي، شاعرةٌ سخّرت همس اللغة ورقّتها وعذوبتها وعشقها في الوطن، الوطن الماثل في الأب والأم والزوج والمدرسة، والصديقات، بل الطبيعة التي عاشرتها بضرورة المكان. تحمل الجرح فتغني، فيخالها السامع أنهُ (البطر) في زمن الجوع، تحمل الجرح فتبتسم ، فيخالها الرائي أنها تتشفى، ولا يعلم مدى سخريتها في ما يحمله جراب الزمن.

الخاتمة/

بين الحنين واللوعة في النظر والذكرى لما كان في حلمٍ وأحلامٍ عاشتها، وبين رؤى سطّرتها لتكون معجمها الذي تحيا لأجله وسيرتها ومسيرتها ورسالتها. هكذا وجدتني أستشعرُ (رؤى وأحلام) وأنا أجهل حقا باب النقد وأخافه، لكن ما كتبته ليس نقداً –سيداتي/ سادتي- بل هو استشعار الحرف لأني شاعرٌ وهكذا قرأته. تحياتي لكم جميعا أحبتي، وأجمل تحية الى الصديقة الشاعرة (زينب الحسيني) وألتمس العذر منها، إن أخفقت هنا وهناك، فهذا ديدن الشاعر يهيم.  

د. وليد جاسم الزبيدي- العراق.

المشرف العام في مجموعة تغريدات نخلة

About The Author

Contact