×

شيءٌ من اللغة العربيَّة (ح5) تابع النكرة والمعرفة (العَلَم).// د. مديح الصادق… من كندا.

شيءٌ من اللغة العربيَّة (ح5) تابع النكرة والمعرفة (العَلَم).// د. مديح الصادق… من كندا.


شيءٌ من اللغة العربيَّة (ح5) تابع النكرة والمعرفة (العَلَم).

د. مديح الصادق… من كندا.

جاء في ألفية ابن مالك عن العَلَم:

اسمٌ يُعِّينُ المُسمَّى مُطلقا … علَمُهُ كجعفرٍ، وخِرنِقا

وقَرَنٍ، وعَدَنٍ، ولاحِقِ،… وشَذْقَمٍ، وهَيلَةٍ، ووَاشِقِ

العَلَم هو الاسم الذي يعين مُسمّاه مُطلقاً، ويعني أنه ليس كباقي المعارف: الضمائر،

أسماء الإشارة، الأسماء الموصولة، المُعرَّفة بالألف واللام، والمُعرَّفة بالإضافة.

جَعفَر: اسم رجل. خِرنِق: اسم امرأة من شواعر العرب. قَرَن: اسم قبيلة.

عَدَن: اسم مكان. لاحِق: اسم فرس. شَذْقم: اسم جمل. هَيلَة: اسم شاة.

واشِق: اسم كلب.

يتضح مما سبق أن العلم اسم لإنسان، أو حيوان، أو مكان؛ يُعرَّف به.

……………….

يقسم العلم إلى:

1- علم شخص: هو الذي يدل على فرد معين وليس مشتركا بين أفراد عديدين، نحو: محمد، سرحان، فاطمة، سلمى.

2- علم جنس : هو ما وضع للجنس بأسره، نحو: أسامة علم على كل أسد، وثعالة علم على كل ثعلب.

……………..

العلم ثلاثة أقسام:

1- الاسم: وهو ما دلَّ على معنى في نفسِه غير مُقترِن بزمن معين، نحو: زينب، مريم، أحمد، زيد، هند، بغداد، تونس، حضرموت، شَمَّر، كنانة، أوكما مَثَّل ابنُ مالك في بيتَيه.

ثانياً- الكنية: ما كان في أوله (أب) أو (أمّ)، نحو: أبو عبد الله، أبو طالب، أم الزين، أمّ كلثوم.

الكنية: علم مُركب تركيباً إضافياً.

ثالثاً- اللقب: وهو ما يدل على مدح، نحو: زينُ العابدينَ، المتنبي، الرّشيد، الأمين، والمأمون؛ أو على ذمّ، نحو: أنفُ الناقةِ، الجاحظ، السّفّاح، الأخفش، والأعشى.

وسمّوه النبز {وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ}.

………

ملاحظة: الاسم يتقدم على اللقب والكنية.

تقول: عليٌّ أبو عبدِ اللهِ زينُ العابدينَ، أو: عليٌّ زينُ العابدينَ أبو عبدِ اللهِ.

يجوز تقديم الكنية على اللقب، أو اللقب على الكنية.

عَمرُو بنُ بحرٍ أبو عثمانَ الجاحظُ، عمرُو بنُ بحرٍ الجاحظُ أبو عثمان.

ما ورد خلاف ذلك في الكتب والمخطوطات والمصادر؛ فهو نادر، تبريره أن اللقب أشهر

من الاسم، نحو:

{اسمُهُ المسيحُ عيسى ابنُ مريمَ}.

تقدم اللقب (المسيح) على الاسم (عيسى)؛ لأن اللقب أشهر من الاسم.

..

“أَبْلِغ هُذَيْلاً وَأبْلِغْ مَنْ يُبَلِّغُهَا ——- عَنِّي حَدِيثًا وَبَعْضُ القَوْلِ تَجْرِيبُ

بِأَنَّ ذَا الكَلْبِ عَمْرًا خَيْرُهُمْ حَسَبًا — بِبَطْنِ شِرْيَانَ يَعْوِي حَوْلَهُ الذِّيبُ”

الشاهد فيه تقديم اللقب (ذا الكلب) على الاسم (عَمرو) وهو نادر في كلام العرب.

……….

العَلَم إما أن يكون مرتجلاً، نحو: سعاد، زينب، أدد، حمدان، وعُمَر، وهو ما لم يسبق استعماله قبل العلمية،

أو منقولاً، نحو: ثعلب (منقول من اسم حيوان)، كامل (منقول من صفة)، تأبَّطَ شرّاً (علم مركب إسنادي منقول من جملة).

……..

يكون العلم مفرداً وهو ما تكون من كلمة واحدة، نحو: أسعد، فهد، ليلى، فاطمة.،

أو مركَّباً، وأنواع التركيب:

1- تركيب إضافة، نحو: عبدُ اللهِ، أبو قحافةَ، ذو الفقارِ، امرؤُ القيسِ.

يُعرب المضاف حسب موقعه، والمضاف إليه يعرب مجروراً بالإضافة.

جاء عبدُ اللهِ، شكرتُ عبدَ اللهِ، مررتُ بعبدِ اللهِ.

عبد: مضاف، في الجملة الأولى فاعل مرفوع بالضمة، وفي الثانية مفعول به منصوب

بالفتحة، وفي الثالثة مجرور بحرف الجر علامة جره الكسرة.

….

2- تركيب مزج، نحو: سيبويهِ، بعلبَّك، حضرموت، معديكرب.

أ- ما خُتم ب(ويهِ) يكون مبنياً على الكسر في كلّ الأحوال.

كتبَ نفطويهِ كتباً في النحو، ذكرتُ نفطويهِ بخيرٍ، قرأتُ لنفطويهِ كتاباً.

نفطويهِ: في الأولى فاعل مبني على الكسر في محل رفع.

في الثانية مفعول به مبني على الكسر في محل نصب.

في الثالثة مجرور بلام الجر مبني على الكسر في محل جرّ.

ب- أما غير ذلك فيُعرب إعراب الممنوع من الصرف، لا يُنوَّن، ويُجرّ بالفتحة.

بعلبَّكُ مدينةٌ جميلةٌ، زرتُ بعلبَّكَ، سافرتُ إلى بعلبَّكَ.

بعلبَّكُ اسم علم مركب، لم تنون في الرفع والنصب والجر، وعلامة جرها الفتحة بدلا من الكسرة.

….

3- التركيب الإسنادي، (تركيب جملة): عندما يسمى شخص بجملة، نحو: زيدٌ قائمٌ، تأبَّطَ شرّاً،

شابَ قرناها.

من شواهد سيبويهِ:

“كَذَبْتُم وَبَيْتِ اللَّهِ لا تَنْكِحونها … بني (شابَ قَرْناها) تَصُرُّ وتَحْلُبُ”.

(بني): منادى مضاف منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.

(شاب قرناها): مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة المقدّرة منع من ظهورها حركة الحكاية.

جملة (شاب قرناها): مقول لقول محذوف، نائب فاعل، محلُّها الرفع، التقدير: بني المقول فيها:

شاب قرناها.

…….

إذا نقل اسم العلم من لفظ مبدوء بهمزة وصل، تتغير الهمزة إلى قطع بعد النقل نحو: إعتدال، إنتصار، إبتسام.

أصلها: اعتدال، انتصار، وابتسام.

…….

إذا وقعت كلمة (ابن) بين علمين، ثانيهما أبٌ للثاني، وكان موقع كلمة (ابن) صفة

للأول، يحجب التنوين من الأول، وتحذف همزة الوصل من كلمة (ابن)، نحو:

عليُّ بنُ أبي طالبٍ صاحبُ نهجِ البلاغةِ.

عليُّ مبتدأ مرفوع بالضمة بلا تنوين. ابنُ: صفة لعليّ مرفوعة بالضمة مضاف.

أبي: مضاف إليه مجرور بالياء مضاف. طالبٍ: مضاف إليه مجرور بالكسرة.

صاحبُ: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة مضاف. نهجِ: مضاف إليه مجرور بالكسرة

مضاف. البلاغةِ: مضاف إليه مجرور بالكسرة.

خلاف هذا الشرط لا تحذف همزة (ابن)، ويُنوَّن الأول، نحو:

عليٌّ ابنُ أبي طالبٍ.

لقد وقعت كلمة (ابن) خبراً للمبتدأ (عليّ) لهذا تم تنوينه، ولم تحذف الهمزة.

{اسمُهُ المسيحُ عيسى ابنُ مريمَ}

لم تحذف همزة (ابن) وإن وقعت بين علمين صفة للأول؛ لكن الثاني ليس أباً للأول.

………………………………………………

يتبعه في الحلقة 6 الجزء الثالث من المعارف (أسماء الإشارة).

تحياتي مع الاعتزاز.

الاثنين 22 – 2 – 2021

About The Author

Contact