×

قصائد مترجمة من إنتاج آلة بلا أحاسيس…// مقالة بقلم د. هالا شرارة// كاتبة وإعلامية من لبنان /أميركا

قصائد مترجمة من إنتاج آلة بلا أحاسيس…// مقالة بقلم د. هالا شرارة// كاتبة وإعلامية من لبنان /أميركا

مقالة بقلم د.  هالا شرارة

كاتبة وإعلامية

امريكا/16-2-2021

 قصائد مترجمة من إنتاج آلة بلا أحاسيس

هذا الموضوع كان حافزاً للكتابة عنه بعد ما واجهته عقب ترجمتي  لبعض القصائد من العربية إلى الإنكليزية والإسبانية وترجمة صديقين لنفس القصائد إلى الألمانية والفرنسية لبعض الأصدقاء الشعراء، وعلى وجه الخصوص قصائد الشاعرة المميزة حياة قالوش..

 ما أثار حفيظتي هو موقف ” الشويعريين” و”الشويعرات”الذين يدّعون اعتماد محركات غوغل والفايسبوك والإكتفاء به وذلك إمّا جهلٌ مطبق أو حسد أعمى.

أنا أؤمن بأن الترجمة العلمية والعملية حاجة لا بد منها لدورها البنّاءفي نشر المعرفة. قد تجتاح محركات الترجمة الوظائف التقنية والوثائق العلمية و لكن مستحيل أن تعبُر آلة عن أحاسيس الشاعر . مستوى القصائد المترجمة من إعدادات الفايس قد يقودنا الى السخرية والقلق من”الروبوتات” التي لم تكتفي بالإستيلاء على الوظائف العادية بل تعدتها إلى الفن والأدب كذلك.

إن ترجمة الشِعر عبر شاعرٍ آخر تُجَنِّب القصيدة” الأصل” متاهات الترجمة الآلية والتي تمارِس أقصى ظلم للقصيدة، حتى على صعيد قاموسها اللغوي، ناهيك عن محتوى وروح القصيدة.

 وقد استغرقتني وغيري ممن ترجموا قراءة كل قصيدة عدة مرات قبل أن أترجمها بحذر ففعل الترجمة عمل يحسب بقياس على لغتين وثقافتين منفصلتين،  وقياس التفاعل القائم بينهما وبنفس الكيفية.

التأثِير و التأثّر الناتج عن سمة الترجمة هي برأيي إحدى جماليات الحوار الثقافي البنّاء المؤثر على الإبداع الأدبي لكل أمة. ولعلّ الصعوبة التي تواجه المترجم للشِعر  هو ما له ارتباط بالرموز والمميزات الشعبية واختلاف الشعراء من حيث خلفياتهم وأساليبهم. ولذلك هناك موقفين:  الأول يعتبر الترجمة جناية لأن لكل لغة وقعها الخاص، والثاني يعتبرها نوع من التفاعل مع الآداب الأخرى.

. ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه: هل يُتَرجَمُ الشِعر بأسلوب التأويل أم  الترجمة الحرفية بما أنه هناك صنفين من المترجمين:

  1) محترف ترجمة عموما أو

 2) شاعر يترجم عن شاعر.

 التصنيف الأول عبارة عن عملية تصنيعية قد  تحاكي النص الأصلي لكن لا تحتوي خصوصيات اللغة وهذا ما أسميه ((الخيانة الخلّاقة))

 أما التصنيف الثاني فهو يصيب الهدف من المعنى بقدر الإمكان باعتماد التأويل واحتواء روح النص بإعادة إنتاجه بما يتفق مع أبعاد القصيدة واللغة ~بشرط ~ ألا يتجاوز المترجم حدود تفسير النص بحسب مزاجه.وهنا يتجلى ما أعتبره ((التفاعل الثقافي الخلاّق))في حركة الإبداع الشِعري.

وأخيرا نقف حائرين! هل ترجمة الشعر

  أمانة ام خيانة ام وفاء ام إفتراء؟!

About The Author

Contact