×

عاقبةُ الكبُّر//بقلم: الشاعر محمد العياص-لبنان-الشوف

عاقبةُ الكبُّر//بقلم: الشاعر محمد العياص-لبنان-الشوف


عاقبةُ الكبُّر


مَنابِرُ المَرْءِ بين اليومِ والأَمْسِ
هَمٌّ وغَمٌّ وإشْراقٌ بلا شَمْسِ
حيناً تراها بِثَوْبِ العزِّ رافِلَةً
تَعْلو وتَغْلو بِغَمْزِ الطَّرْفِ والهَمْسِ
تَجْري ويجري على إيقاعِها كِبَرٌ
يُلامِسُ البَدْرَ يَكْسو الوَجْهَ بالأُنْسِ
تُناطِحُ النَّجْمَ والأفلاكَ رايتُها
وتَخْطُبُ المَجْدَ إذْ تَسْمو الى كُرْسي
تُداعِبُ الجاهَ في حَبّاتِ سُبْحَتِها
وتَكْنِزُ المالَ في أَفْواهِها اليُبْسِ
تَدْعو الأَنامَ وقد مَدَّتْ مَشارِبَها
على رُواقٍ نَما بالنَّهْبِ واللحْسِ..
طَوْراً تراها بِطَوْقِ النارِ غارقةً
وفي يَدَيْها شَراراتٌ منَ البُؤْسِ
تَعْنو لَدَيْكَ كَشَحّاذٍ يَمُدُّ يَداً
إليكَ مُسْتَجْدِياً باللينِ واللمْسِ
تَغْفو وتَنْهَضُ والأيّامُ عابرةٌ
تَرْمي بهنَّ كأمواتٍ الى الرَّمْسِ..
فصاحبُ التّاجِ إذ تَفْنى ولايتُهُ
كفاقِدِ الرّوح لا يَصْحو ولا يُمْسي
هٰذي الحياةُ وكم تَغْتاضُ من زَغَلٍ
وكمْ تَفيضُ وكم تُعْطيكَ منْ دَرْسِ
تُعْلي بِشَأْنِكَ إنْ ماشَيْتَها قَبَساً
يُهْدي الضِّياءَ ويُثْري الأرضَ بالغَرْسِ
وتُطْفئُ النُّورَ في عينيكَ إنْ جَفِلَتْ
أو إنْ رَأَتْكَ على شيْءٍ منَ الرِّجْسِ
تُدَجِّجُ المَرْءَ بالأخلاقِ قائلةً:
إنَّ الكِبارَ كبارُ العَقْلِ والنَّفْسِ
محمد العياص-لبنان-الشوف-الجاهلية
٢٠١٩/٦/١٧

About The Author

Contact