×

على مآقي الألم.. شعر: حكمت خولي/ لبنان

على مآقي الألم.. شعر: حكمت خولي/ لبنان

 على مآقي الألمِ
تنقشُ آهاتي حكايةَ العذاب …
وفي قلبي المصلوبِ على خشبةِ الصُّدودِ
يضجُّ أنينٌ صامتٌ مبحوحٌ مختنقٌ ….
في صحراءِ الكآبةِ
وبين رمالِ التِّيه والضَّياعِ
تحفرُ دموعُ مهجتي أخاديداً تتدفَّقُ فيها
دماءٌ ترشحُ من جراحِ عشقٍ
قستْ عليه الأقدارُ …
حكمتْ عليه باليأسِ المرير …
أناملٌ خفيَّةٌ رسمتْ خطوطَ رحلةِ الأوجاع …
فرشتْ طريقها بأشواكِ الحرمان ….
من قالَ أنَّ الحبَّ إثمٌ وحرام ؟؟؟
من حدَّدَ عمراً للحبِّ في القلبِ؟؟؟
من أقامَ في وجهِ الحبِّ حدوداً وسدوداً ؟؟
وهلْ يخفقُ القلبُ وينبضُ إذا خوى من الحبِّ ؟؟
من قالَ أنَّ الحبَّ يذبلُ ويزوي في خريفِ العمر؟؟
يتوقَّدُ الحبُّ ويتوهَّجُ جمرُهُ
تتأجَّجُ نيرانُه في خريفِ العمر …
يُبحرُ الإنسانُ في محيطِ الحياةِ
تتقاذفُه أمواجُ الرَّغباتِ …
تعصفُ به أنواءُ الشَّهواتِ
يقاسي جحودَ الدُّنيا ويجالدُ جورَ الوجودِ …
يتعلَّقُ بأحلامٍ وأماني … تغمرُه مياهُ السَّراب …
وتلُفُّه أرديةٌ الضَّبابِ حتى إذا ما قذفتْ بأشرعتِه
الرياحُ ورمتْهُ على رمالِ شاطىء الخريفِ
أحسَّ بعبثيَّةِ الدنيا وبفراغِها من أيِّ معنى …
عبثيَّةٌ عدميَّةٌ تلفُّ روحَهُ …
صقيعٌ يجمِّدُ الدِّماءَ في عروقِ وشرايينِ
مشاعرِه وعواطفِه ….
يقفُ عارياً يضطرِبُ ويرتجفُ
أمامَ لا جدوى الحياة ِ…
تهدَّمتْ قصورُ الأحلامِ
وهوتْ خيالاتُ الشَّبابِ وتحطَّمتْ
على صخورِ الحزنِ واليأس …
فجأةً يشعُّ نورٌ جديدٌ من الأعماقِ
شمسُ حبٍّ جديدٍ يبدِّدُ عتمةَ الأغوارِ
ويُذيبُ صقيعَ الروحِ …
تتجدَّدُ الأحلامُ …تورِقُ الأغصانُ المتيبسةُ …
تتبرعمُ وتزهرُ الأماني …
هو الحبُّ ينبعثٌ .. يتفجَّرُ في قلبٍ تحجَّرَ زماناً …
وفي روحٍ جفَّ عصيرُها ….
فإذا المشاعرُ والعواطفُ كالطوفانِ تجرُفُ كلَّ شيءٍ
هذا هو الحبُّ الحقيقيُّ …
حبُّ حياتِه كلِّها لرفيقةِ روحِهِ….
تطيرُ به ويُحلِّقُ بها إلى ما وراء الآفاقِ ….
يجمعهما حبٌّ روحيٌّ صافٍ منقَّى
من كلِّ شوائبِ الأرضِ وعيوبِ الدُّنيا …
فمن يُجرِّمُهُ على هذا الحبِّ ؟؟؟
من يبخِّسُ عليه ويبخلُ بأشعَّةِ ودفءِ شمسٍ
أشرقتْ عليهِ بعد ظلامِ ليلٍ طويلٍ وديجورٍ مرير؟؟؟
الحبُّ الروحيُّ الطَّاهرُ تعزيةُ أواخرِ الخريفِ …
يوشِّحُ الرُّوحَ والقلبَ بوشاحٍ من نورٍ يبثُّ فيهما
الدِّفءَ والحرارةَ بعدما بدأتْ
أوراقُ شجرةِ الجسدِ بالاصفرارِ واليباسِ
وراحتْ تتساقطُ على
أرصفةِ عمرٍ تقضَّى ومضى …..
حكمت نايف خولي

About The Author

إرسال التعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Contact