×

في بيتنِا القديمِ // د. ناصر زين الدين // لبنان

في بيتنِا القديمِ // د. ناصر زين الدين // لبنان

في بيتنِا القديمِ

بقلم د. ناصر زين الدين

في بيتنِا القديمِ

كنَّا نلعبُ

أطفالاً صغارا

وضحكاتٍ…

زهورا صغيرةً وثمارا

وعيونا تكادُ لا تتعبُ…

في بيتِنا القديمِ..

كنَّا نلهو

بحكاياتِ القصورِ

والجنّياتِ

بصهيلِ الخيولِ

وحقولٍ

نركضُ حفاةً

ولا نتعبُ…

في بيتِنا القديمِ..

كنَّا نغفو

والقنديلُ ينطفئُ

ولا نخاف…

الثعالبُ تصرخُ

ولا نخافُ…

والرياحُ تهدرُ

ولا نخافُ…

في بيتِنا القديمِ.. ننامُ…

بيتُنا القديمُ تهدَّمَ..

لا لعبَ

لا ضحكاتِ

ولا نومَ

لا ربيعَ

لا زهورَ

ولا ثمارَ

والبيتُ تهدَّمَ…

في غزوةِ الحربِ تهدّمَ

لا ترى… سوى لعبةٍ تحترقُ

لا ترى… سوى شجرةٍ تقطعُ

والبيتُ تهدّمَ…

في بيتِنا القديمِ كنَّا..

واليومَ في المهجرِ

نتصفحُ الجرائدَ ولا نرى

سوى شعبٍ تهجّرَ…

نحفرُ… بينَ الحروفِ

بينَ السطورِ

لنرى أحياءً

ولا نرى..

سوى طفلٍ ضائعٍ

يبحثُ عن بيتِهِ القديمِ…

ولا يرى..

سوى أرضٍ غريبةٍ

وأغرابٍ..

سوى كذبٍ وتفاهةٍ

وأغرابٍ..

سوى طفلٍ ضائعٍ

يخافُ أنْ يبكيَ

فيشدُّهُ النعاسُ

وينقلبُ في الدمارِ

وينامُ…

في بيتِنا القديمِ المُدمَّرِ..

الطفلُ ينامُ ولا يخافُ

يلتحفُ الغبارَ… وينامُ

تحضنُهُ أرضُهُ… وينامُ

في بيتِنا القديمِ المُدمَّرِ…

About The Author

Previous post

أمسية افتراضية في الأدب الوجيز / ق ق ج أقامها ملتقى الأدب الوجيز. شارك فيها الأديب محمد إقبال حرب من لبنان والأديب حسن البطران من السعودية. قدّمت المناقشة النقدية الأديبة فتحية دبش وأدارت الأمسية د.درية فرحات. وذلك في 29 كانون الثاني من سنة

Next post

{ البنية الأسلوبية للنص المستدعي نصّاً }دراسة تحليلية لنص ( أنشودةُ القهْر ) للشاعر العراقي عادل قاسم… بقلم الشاعر والناقد العراقي الكبير، باسم عبد الكريم العراقي

Contact