×

في يوم اللغة العربية ( سيّد الرجال ) قصة قصيرة… بقلم : الأستاذة صديقة علي/ سوريا

في يوم اللغة العربية ( سيّد الرجال ) قصة قصيرة… بقلم : الأستاذة صديقة علي/ سوريا

في يوم اللغة العربية

 سيّد الرجال

قصة قصيرة… بقلم : الأستاذة صديقة علي/ سوريا

لم  أطمع بقلبك المتسامح يوما كما الآن، لا تكترث لدموعي، فهي لا تشبه أنهار الأمس  ،  ما أشدّ ملوحتها وقد كثفها  الندم! فقط اسمعني جيدا واعذرني،

أخواتك اخرجنني عن طوري، سرداق العزاء تحوّل إلى محكمة فقدت فيها المحامي والقاضي والسند، نلن مني بقسوتهن المتوحشة ، حاسبنني على عمر هانئ  أمضيته معك، أتعلم! جارتنا الحيزبون، ..ذكرتني بعصي أمّك وهي تنال من جسدي الغض، و تعيرني ببوار رحمي، آلمتني الذكرى مع أني كنت قد نسيتها.

 أختك الصغيرة التي عاملتها كابنتي كانت تهمس، بل تتقصد أن أسمعها:

حقه عليها أن تبكيه هكذا وأكثر، ألم يحرم من الخلف بسببها. أمضى عمره وهو يدلّلها   كالأميرات.

 لا أنكر دلالك  ،لا  أنكر شهامتك، رجولتك، نبلك، في كل المواقف وكرمك يغمر كل من احتاجك، وكم كنت فخورة بك!، لكن وحدك … وحدك من كان يعلم مدى حبيّ لك.

أما الكبيرة والتي كانت تأوينا كلما طردتنا أمك …

راحت تجاملها: الله يرحمه لم يخالف أمّه يوما إلا من أجلها …

وفظاظة أختك الوسطى، بدخول ابنة خالتك، كانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير:

ـ ها هي ابنة خالتي، التي كانت أمي ترغب بها زوجة له، تزوجت وأنجبت و اصبحت جدة، لو أطاع امي لكانت ذريته تملأ القرية الآن .

هنا رحت أصرخ كالمجنونة…

هبّت قصتنا في القرية كالنّار في الهشيم … وصارت أحاديث الذكور قبل النساء.

اعذرني يا سيد الرجال، حتى أني الآن لا أصدقك القول، وهذا ذنب لن أغفره لنفسي حتى ألتقيك ..وتسامحني كعادتك .  فلم تكن هذه المرة الأولى التي نقضت فيها العهد ، حين خيرتني منذ أمد بعيد، شكوت  حالنا لأمي، علّها تنطق بقرار لم أجرؤ على اتخاذه ، لكن نظرتها الحاسمة يومها أخرستني دهرا:

أخرسي إيّاك أن تنكّسي “عقال” الرجل .. عندما ترملت كنت أصغر سنا منك الآن. سأقطع لسانك إن نطقت مرة أخرى بهذا … إيّاك أن يعلم بأنك أخبرتني،

اقسمي!

وأقسمت، أجل أقسمت لها … وأنا ألمحها تداري دمعتين مكابرتين هاربتين من عينيها، ومن ذهولي وشفقتي.

About The Author

Contact