×

قراءة.. وحدة العتبات وتماسك الق ق ج بقلم:الناقدة الاستاذة سهيلة حماد/تونس.. في ق ق ج(عزَّة) للكاتبة روزيت حداد/ سورية

قراءة.. وحدة العتبات وتماسك الق ق ج بقلم:الناقدة الاستاذة سهيلة حماد/تونس.. في ق ق ج(عزَّة) للكاتبة روزيت حداد/ سورية

قراءة؛: وحدة العتبات وتماسك الق ق ج

عِزّة.

كتبتْها والدّموع مدرارة عبر وجنتيها، تطلب مساعدة.
عندما مرّرت لسانها على حواف المغلّف، لسعتْها أمواج حارقة تطفو عليها كلمات شامخة أبت السّفر إليه.

روزيت حدّاد
سوريا
=======
============

وحدة العتبات وتماسك الققج :

العنوان : عزة

الاستهلال : كتبتها والدّموع مدرارة…

القفلة : أبت أن تسافر إليه …

القفلة والعنوان، في تناغم تامّ …
عزة : تعني أنفة كبرياء… يقابلها أبت أن تسافر إليه. أي الرسالة لم ترسلها ….

الاستهلال: كتبتها والدّموع مدرارة. شوق جراء بعاد… هجر … أو فراق …أو ..فاستغاثة …

القفلة حافظت على عنصر الدّهشة من حيث احترام عنصر الإبهار من جهة. وتماسك وحدة الموضوع من من جهة أخرى . حيث أن عزة نفسها منعتها من أن تفصح عن ضعفها رغم شدة ألمها المعبّر عنه بالدّموع المدرارة…

آليات القصّ عالية جدا، امتازت بحرفيّة. بدا المشهد بسيطا، موجزا، حيث اعتمدت صاحبته تقنيّة انتقاء اللّفظ، وتبئير المعنى الإيحائي، بدلا من استعراض تبئيريٍ نمطي، لتفسير حالة البطلة النّفسيّة، عن طريق الهواجس والمنولوج، كحوار داخلي توضيحي، يَعبُرُ بنا تلك اللّحظة الزّمنية التي التقتطتها القاصّة. فجنّبها ذلك الإطناب و السّقوط في الخاطرة . باستعمالها لضمير الغائب المؤنّث الهي عوضا عن الأنا . فصارت ” الهي” أنثى كونيّة كلّيّة تصوّر الأنثى، في بعدها المترفّع في كبرياء، وعزّة. تلك “الهي ” التي تأبى على نفسها استجداء شفقة الآخر وعطفه لذلك نراها آثرت الصّبر بدلا من إرسال رسالة تعبّر بها عن ما تشعر به …

اعتمدت القاصّة على حسن انتقاء اللّفظ، و الحذف، والاختصار، والإيجاز و التّكثيف، والحركة المبنيّة على تسريع الأفعال مع توصيف دقيق لم يهمل الجزئيات من دون إطناب فرفعت بذلك العمل… حيث جعلت من المشهد لوحة بالي، يرسم تناغم الحركات التعبيريّة، لكلّ فعل ماض، فيّاض، مولّد للصّور و للمشاهد فشدّت بذلك انتباه المتلقّي و أثارت شعوره، و دغدغت مخياله، فانساب في مُجاراة النّّغم عن طواعيّة، يرقص و يرسم أفعالا لسيناريوهات ، تتماهى، تتماشى، وتتناغم، و إيقاع الشّعور والاختلاج، الّذي ارتأته القاصّة في توصيف للمشهديّة، و لنبض ولأنفاس البطلة فصيرته لاهثا يتبع البطلة ويتابعها في شغف ليفتح نافذة من الاحتمالات اللّامتناهية ….

الحبكة كانت على درجة عاليّة من الإتقان ألّفت بين الحبكة السّردية والفعل الحكائي، فأضفت حياة وروحا لعمليّة القصّ ما يعبّر عنه بالنّزعة الحكائية القصصيّة …

قصّة عميقة، و هادفة احترمت تقريبا كل مقوّمات القصّة القصيرة، حيث حافظت على عنصر القصّ، والتّشويق والتّكثيف، والإبهار، وقد زادها رونقا تلك الجمل الإنشائية عالية الجودة، الّتي لم تغفل عن جودة السّرد و القصّ الحكائية .

الأسلوب بسيط شاعري فصيح بليغ وعميق ….

سهيلة بن حسين حرم حماد

تونس/ سوسة في 04/08/2019

About The Author

Contact