×

كلمة الأديبة غادة الكاخي في إحتفاء يوم المرأة العالمي، في منتدى ثورة قلم.

كلمة الأديبة غادة الكاخي في إحتفاء يوم المرأة العالمي، في منتدى ثورة قلم.

كلمة الأديبة غادة الكاخي في إحتفاء يوم المرأة العالمي، في منتدى ثورة قلم.

تحيتي لكم عابقة بروائح أرز بلادي، مفعّمة بالخير الكثير الذي تنتجه تلك الأرض.

تلك الأرض التي نعتّز أننا من أبنائها وبناتها، لا لشيء فقط لأنها أرض الرب، حيث تجلّى هناك بين ربوعها، فمنحها مباركته ولهذا السبب ترون هذا الشعب ينتفض دومًا من تحت الرماد تمامًا كطائر الفنيق…

أسعدتّم أوقاتًا، كل التقدير بمنتدى ثورة قلم لبناء إنسان أفضل، تعملون بجدّ وتقدّرون قيمة الإنسان وتخدمون الحرف بين مساكب سطور الأدباء والكتاب والهواة.

أعتبر نفسي من هوّاة جمع الحروف وتنسيقها في باقة ملوّنة تسمى كتابات او شعرًا، أحتاج الكثير من الحروف والسطور، لأعتلي منبر الكتّاب والشعراء.

برأي الكتابة مسؤولية وإصدار الكتب حالة من الترفّع مع سمّو الكلمة…

في يومنا هذا، تؤسفني كثرة الإصدارات فالمضمون أحيانًا بسيط والكتابة الإملائية في خبر كان…

الشاعر الحقيقي أو الكاتب المتمرّس يجب أن يصيب القارئ بالدهشة، لأنه ابن الدهشة، عليه أن يوصل الحرف بأسلوب ممتع بسيط غير متكلّف ولا معقّد، هكذا فقط تسري حروفه بصدق إلى مسامع القارئ عبر قلبه…

القراءة هي التي تحسن علاقة المرء باللغة العربية، وتجعله يكتب بطريقة صحيحة دون أخطاء، هي التي تثري القاموس اللغوي لديه وتزوده بمفردات جديدة لأنها تتميز بالغنى والثراء في مفرداتها ومعانيها ودلالاتها.

أرى أن الكتاب يقرأ بالحواس الخمس فبعد تمتّع العين، يتلّمس القارئ الورق ويتحسس المشهد، يسمع حفيف الصفحات حين يقلّبها، يشتّم رائحة الحبر والورق، بل يتذوقه فعلاً حين يرطب إصبعه ويقلّب الصفحات الملّتصقة.

هذا ما دفعني إلى الكتابة والقراءة وولوج اللغة العربية من بابها العريض، خاصة وأنني أتقّن فنّ الخطابة حتى لقبت

ب” خطيبة المنابر” وشاركت في مباريات عديدة لإلقاء الشعر حصدت من خلالها عدة جوائز تقديرية رفيعة المستوى وكسبت تنويهات كبار الشعراء اللبنانيين والعرب.

في الحقيقة لدي منشورات قيد الطبع :

“ضجيج السكون ،فواصل الكلام، كلمات ونبرات، عبارات وعبارات”.

_حين يوجز الحرف مأساة بحجم الكون،

تنحني مطأطئًا رأسك خجلاً من نفسك أولاً

وعاتبًا ثانيًا، وشريكًا في الجريمة ثالثًا…

علمتني الحياة ألا شيء يستأهل دمعة واحدة،

أن أهتّم بالجوهر لأنه الأبقى… وألا شيء يدوم فدوام الحال من المحال.

تربصت بنا الحرب، هجّرتنا ودمّرت مستقبلنا وبدّدت أحلامنا، والتحقنا كلّ بجماعته ببلدته ببيئته، وهذا ما دفعني لأتطوع إجتماعيًا في خدمة أهل منطقتي ولا سيما الفئات المهمّشة والمستضعفة، فكان أن ساهمت في إنشاء جمعيات عدة تعنى بخدمة الطفل ومناصرة المرأة في ظل ما تواجهه من حرمان وعنف وتمييز.

شغلت عدة مناصب إدارية إجتماعية، تربوية، ثقافية، بلدية وسياسية.

وشاركت في عشرات الورش التثقيفية التوعوية، حول تمكين المرأة وتعزيز قدراتها.

ترشحت للانتخابات البلدية، جوبهت بالرفض وضرورة الإنسحاب لأن المجتمع الأبوي كان بالمرصاد، لكنني واصلت التحدي، لم أستسلم للمعوقات، بل واصلت النضال رغم علمي المسبق بالخسارة من أجل بناتنا في المستقبل.

لم يهدأ قلمي الحرّ بل طرحت مجمل الشؤون الإجتماعية والهموم المعيشية، ما شكل محط أنظار، لأننا في زمن ينتصر الباطل فيه على الحق ليس لعجز اهل الحق في الدفاع عن حقوقهم بل لأنهم لا يجيدون السباحة في الوحل ولا يتأقلمون مع العيش في المستنقعات… فعجبًا لزمن ينصف هوامش الناس على حساب أشرف الخلق.

تناولت الحياة بمجمّل تفاصيلها وكتبت لكل فئة، محاولة إيصال رسالتي عبر السطور علّها تصل واعتبرت ذلك ناجحًا، فلدي والحمدلله الكثير من المتابعين على متصفحي، نتبادل فيه الآراء المحقة.

أتمنى أن تحصّل المرأة في بلادنا حقوقها المهدورة عبر بحثها وتقصيها لمعرفة الحقائق، أن تدرك ما لها من حقوق وما عليها من واجبات، أن تتعلّم وتتثقف، أن تشارك الحياة مناصفة مع الرجل لا أن تلغي دوره، فالحياة ميزان أعمالنا إن لم نكن منصفين لا استقرار لنا… أن تعي دورها فهي الأم والأخت والإبنة والحبيبة والزوجة، هي ربّة المنزل والعاملة والمربية والحقوقية وكل دور ترى نفسها فيه.

أن تحقّق العدالة الإجتماعية بتقدّمها وتطورها المدروس لا تطورها المغلّف بقالب غربي بعيد كل البعد عن أفكارنا ومبادئنا، أن ترفض تحوّل جسدها لسلّعة تجارية، هي ليست قالبًا، هي إنسان من روح وحياة.

جلّ ما أطمح إليه أن تكون حياتنا خبرة من بعدنا لبناتنا، وأن تتحرّر النفوس قبل النصوص، أن تحترم المرأة وتنصّف كما أنصفها الدين، أن تكرّس الأحزاب السياسية مفهوم الشراكة والمساواة فعلاً لا قولاً، أن تتعلم وتعتمد على نفسها، أن تتمكن إقتصاديًا، أن تعي حقوقها في الشرّع وتعامل على أساس الإنسان فيها ومبدأ الكفاءة، وهي حتمًا ستتقن دورها في تربية أبنائها وبناء مجتمع العدل والإزدهار.

وأقول:” دعني أتغلغل في مسام الروح

دعني أراقص حروف القصيدة

وأهمس لعيون الليل الحزين

اسهر معي

فلقد تعبت أجنحتي من ترداد اﻷنين.”

أعتبر ان يوم المرأة العالمي يكون حين تكون هي كما هي تريد، لا كما يريدون هم لها أن تكون.

About The Author

Contact