أنثى الماء والنار من كتاب (همس الروح)//الشاعر فادي شاهين // الأردن

مازالت الغربان تنقر رأسي
معلقاً على صليب منفاي
بعبثية يائسة أحاول
أن أروغ من مقتلي
فمتى سأعصر الكروم
ومتى سيلطقتني الاقحوان
من قاع بئر أحزاني
ويقام قصر روحي
ومن ستحضر لي عرش الهوى
ليعلن الحب قيامته في قلبي
أمشي على الماء مضرجاً بنجيع أشواقي
مازال محراث الوجع يشق صدري
كلما مررت بي أغرق
في بحر أناي العاثرة
واهماً أمسك الضوء
من عنقه لانجو من مغرقي
غدوت يباباً ومنفاي مني إلي
لواعجي تفتك بي
تائه في نفسي غربة ذاتي تسكنني
وصدى الجيتار يشجيني
يرتقي بي إلى فضاء المستحيل
علّني أجدني ولو مرة صدفة
والاوتار ترنيمة أحزان تصدح
بين النجوم الحالمة
أحصي أيام رحيلي
أشكلني من زعفران الامنيات
كأني لوريف أحلم بحورية
في كفها أريج أحلامي
لا تتركيني سيدتي بارداً كالقمر
اشعليني ثورة عشق كالشمس
واقرأي علي آخر تعويذة عشق
كتبت بدم عاشق قتل حبا
سطرت في آخر بردى فرعونية
فالحب يسكن في خلاياي حد الوجع
وكوني علي سلاماً كالندى على الورود
يا أجمل من قصيدة ذرفت عليها دمعي
فأنا أكثر إيلاما من عزف قلبي
وإني أشد جوعاً لعودة زمني
والحلم يراودني مثل نورس
حمل أيقونة البحر تاه عن شاطئه
وجرفه ألحاني البعيد
أمضي كفراشة تتخطفها تمزقها الريح
فقدت زهورها في مهب الأيام
لكن روضتي ما فتئت تزهر
يرويها نهر وله يشق من قلبي
علّ أنثى الماء والنار تمر ترتوي أبدا
وتسكن في صلصالي
ويغني الصباح لها وتأسر مهجتي
بعد أن ترامى صوت نواحي
لم أعد أطيق السكون والسكوت
كيف يغدو تبر دمي ترابا
وأنا الذائب عشقاً حتى النخاع
فالبلبل يأتيني كل يوم
بأخبار زهرة البرتقال
وأنا هناك على حد سيف العمر
أقف كشجرة توت
تعرت من أوراقها قبل الأوان
صلاها بكاء الشهب وهي تهوي
في سماء احتراقها إلى أرض موتها
على وقع رجع صدى النحيب
الجيتار بين يدي كراقصة غجرية مجنونة
أعزف أنغام شعر الثائرة
يعبر معي جسور المستحيل
أطاول كون الخرافات وحيدا
يقتاتني العراء ووجهي اعتلاه غبار الطلع
حتى مرآتي لم تعرفني
ورمت بي خلف حدود الضياع