×

ترجمة الشعر/بقلم: الأستاذ أحمد طنطاوي/مصر

ترجمة الشعر/بقلم: الأستاذ أحمد طنطاوي/مصر

ترجمة الشعر

ــــــــــــــــــــ

[1]

رأى الجاحظ معروف باستحالة ترجمة الشعر , ربما لخصوصية كل لغة , و الكلمات .. إتساعا و مدلولات و إيحاءات .

و قيل عن الترجمة أيضا أنها ( خيانة ) للنص .

لكن يجب الإلتفات لعدة أمور منهجية عند مناقشة هذا الأمر :

أولا : أن اللغة العربية _ كما ذكر الأستاذ سامى الدروبى و المترجم العبقرى لأعمال ديستويفسكى فى إشارة لافتة _ تتميز بخصائص تميزها عن سائر اللغات و هى :

1_ كثرة المترادفات _ و بشكل هائل لكثير من الكلمات _ و التى يبلغ بعضها المئات كالخمر و الراح و المدام و الطلى … الى آخره , و الأسد و الليث و الهزبر … الى آخره ,, و كذلك السيف و الحسام و القنا … الى آخره .

و هذا الإتساع للمفردات المترادفة يتيح براحا و سعة يفيد منها الشعر بطبيعة الحال لاختيار الملائم المتفق و المناسب .

2_ التعبير عن ( حالات ) مختلفة الدرجة كالنعاس و الوسن و النوم .. الى آخره و هى درجات تصف درجة النوم .

و كذلك البكاء و النحيب و النشيج .. و أيضا الصراخ و العويل .

بينما يُعبر عن هذه الحالات بكلمة واحدة فقط فى اللغات الأخرى بصرف النظر عن التدرجات .

3_ تصويرية الكلمات أى تعبير الكلمة المنطوقة عن معنى الكلمة مثل كلمة ( سما ) التى هى ممتدة و كأنها تصعد بك للعلا .. أو كلمة ( دق ) أو (غرق ) المنتهية الآخر الحتمى فى حسم يُمثل فعل الدق او الغرق الذى ينتهى للقاع الثابت .

ثانيا :أسلوب وخطة الترجمة _ قصديا _ .. هل هى ترجمة حرفية , أم انطباعية ( للقصيدة ) _ و هى ليس ما يُقال عن أن “استلهام الشعر شيء، وترجمته شيء آخر ” , ف( الإستلهام ) يعنى إعجابى بقصيدة عن الربيع أو الحزن مثلا .. فأنشىء أخرى _ خاصة بى أنا _ عن هاتين الفكرتين .. فكأن القصيدة الأصلية ( نبهتنى و استثارت مشاعرى ) فقط عن الفكرة مجردة .. الأمر الذى دعانى لكتابة نفس ( الفكرة )

أما الترجمة الإنطباعية فهى ( لنفس القصيدة ) بيد أنها لا تتقيد بأسر الكلمات الأصلية و لا مسارها المحدد فى كل بيت على حدة و كأنه اختبار ( جاف ) للترجمة و حسب , و أنا شخصيا أفضل هذا النوع من الترجمة , فضلا عن استحالة التقيد الصارم بالترجمة العربية بسبب خصوصية كل لغة كما أسلفت .

ثالثا : مسألة تفضيل ترجمة الشعر عن طريق الشعر الحر أو شعر التفعيلة .. أو بأسلوب قصيدة النثر للتخلص من قيد التقفية و الوزن , و عدم حجرها على المعنى للقصيدة الأصلية بسبب هذا الإلتزام .

وهذه النقطة الأخيرة تستدعى نقاشا مطولا .

رابعا : اختلاف ترجمة القصيدة الواحدة بالنسبة لمترجمين متعددين طبقا لتناول كل منهم لها , و فهمه الشعورى لصورها و هو ما سأعطى له مثالا.

[2]

المثال الأول لاختلاف الترجمات :

السوناتة 18 لشكسبير ( و سأكتفى حرصا على الإختصار بالأبيات الأولى فقط مع أنى كنت أود إيرادها كاملة “القصيدة و الترجمات ” )

“shall I compare “

Shall I compare thee to a summer’s day

Thou art more lovely and more temperate

Rough winds do shake the darling buds of May

And summer’s lease hath all too short a date

Sometimes too hot the eye of heaven shines

And often is his gold complexion dimmed

هل اقارنك بيوم صيفي

لكنك اكثر جمالا واكثر هدوأً

فالرياح العاتية تزيل براعم ايار الجميلة

وفي الصيف تكون فرص الحياة قصيرة الامد

وفي بعض الاحيان تشرق عين الشمس ساخنة جدا

ومراراً ما تُعتم بشرتها الذهبية

( ترجمة انهاء الياس سيفو )

لست أختاً ليوم صيف جميل أنت أرقى لطافة واعتدالا

فالرياح الهوجاء ترعش أحيانا براعم أيـار التي تتـلألا

ومدى الصيف لا يدوم طويلاً وبه الشمس قد تفيض اشتعالا

و السنى العسجدي حيناً نراه مكفهـراً خلف الغيوم الحبالى

(ترجمة شهاب غانم)

،،

.

هـل لـيَّ أن أُشَــبـهـك بـيـومٍ صَـحـوٍ مـن أيام الـصـيـف ؟

لـكـنـك ، أرق و أجـمل .

الرياح العاتية عَـصَفَـتْ بـالـبـراعـم الـجـمـيـلـة في شــهـر مـايـو

و رغــم الـصـيـف فـقَـد قَـصَُـرَ عـمـرهـا .

أحـيـانـا مـا تـغـمـرنـا أشــعـة الـشــمـس بـالـدفء ،

و غــالـبـاً مـا تـغـطـي الـســحـب الـداكـنـة وجـهـهــا الـذهـبـى

(ترجمة ادوارد فـرنـسـيـس )

هل لي أن أقرنك بيوم صيفي

حيث أنك احب واكثر اعتدالا

فالرياح قد تعصف ببراعم شهر مايو المحببة

وأيام الصيف قصيرة الأمد

وربما توهجت فيها عين السماء

أو اربدت صفحتها الذهبية

( المترجم مجهول )

ألا تشبهين صفاء الصيف

بل أنت أحلى وأصفى سماء

ففى الصيف تعصف ريح الذبول

وتعبث فى برعمات الربيع

ولا يلبث الصيف حتى يزول

وفى الصيف تسطع عين السماء

ويحتدم القيظ مثل الأتون

وفى الصيف يحجب عنا السحاب

ضيا السما وجمال ذكاء

( ترجمة محمد عنانى )

من ذا يقارن حسنك المغرى بصيف قد تجلى

وفنون سحرك قد بدت فى ناظرى أسمى وأغلى

تجنى الرياح العاتيات على البراعم وهى جذلى

والصيف يمضى مسرعا اذ عقده المحدود ولى

كم أشرقت عين السماء بحرها تلتهب

ولكم خبا فى وجهها الذهبى نور يغرب

( ترجمة فطينة النائب )

هل لي أن أقارنكِ بأحد أيام ِ الصيف ؟

أنت ِ أكثرُ روعةً وأكثرُ اعتدال :

فرياح ُ الصيفِ تهزُ براعمَ مايو في عنف ,

ويوم ُ الصيفِ في مجملهِ سريعُ الزوال :

فشمس ُ الصيف ِ تلفحنا أحياناً بلهيبٍ من نار ,

وتحيل ُ جبهتهُ الذهبية إلى لونٍ كئيبِ

( ترجمة حسن حجازى )

هل أقارنك بيوم من أيام الصيف ؟

إنك أحب من ذلك و أكثر رقة

الرياح القاسية تعصف ببراعم مايو العزيزة

و ليس فى الصيف سوى فرصة وجيزة

تشرق عين الشمس أحيانا بحرارة شديدة

و غالبا ما يصير هذا الوهج الذهبى معتما

( ترجمة بدر توفيق )

و هناك ترجمة عذبة لعونى الخطيب تتبدى فيها الموسيقية واضحة :

قالوا بحسنك أنت يوم صيف جميل

فقلت لهم أنت بحسنك ألطف و أنقى

عليلة للقلب هى ريح الذبول

و لكن لزهر الربيع عصفًا قد تجنى

ـــــــــــــــــ

يطيب عهد المصيف بيوم قد تجلى

و تسطع عينه نورًا و سحرا

و لكن محياه الذهبى سرعان ما يخبو و ينأى

و ما يلبث أن يكون دهرًا قد تولى

ــــــــــــــــ

فلا حسن سيبقى و لوطال و استبدا

إماأن تطاله غدرًا يد المنون

أو ينال من سحره عجاف السنون

ـــــــــــــــ

ولكن صيف حسنك ذا هو أصل الخلود

و لن ينال من سحرك كل البرود

وصيف حسنك سيشع من جديد

لأنى نظمت نوره بقصيد الخلود

ــــ

فما دام الأنس فى شهيق و زفير

و ما دامت العين تقرأ و تعيد

سيبقى شعرى و يروم الخلود

و يبعث صيف حسنك من جديد

[3]

الملاحظة الاولى:أن هذه الترجمات تراوحت بين حَرفية فى الترجمة , و بين ( تحويل المعنى ) للغة العربية بآفاقها و فضاءات ما توحيه التصرفات الخيالية فيها بما هو لازم بها و ملتصق .. للوصول عبر اللغة الجديدة _ العربية هنا _ بالمعنى المماثل , كما يتخيل المترجم , للمعنى فى اللغة الأم .

الملاحظة الثانية :أنه بالنسبة لمن حاول الإلتزام بالحَرفية , فإنه _ رغما عنه _ لم يلتزم بصرامتها فى بعض الأبيات , و اضطر للجوء لـ( استيحاء ) الصورة أو المعنى للوصول للهدف النهائى .. أو التأثير الكلى المُبتغى ..

و هذه النقطة تتصل بخصوصية كل لغة و ( ذاتيتها ) الشعورية

( جرسا , وألفاظا , و تفجيرا للمُخيلة )

الملاحظة الثالثة : ظهور ( شاعرية ) المترجم , أو قدرته الخيالية فى استلهام الصور و الألفاظ ” المتشظية ” الموحية , للتأثير فى المتلقى .. أى مستوى التباين عند هؤلاء المترجمين فى التمكن ( الشاعرى\ اللغوى ) بالنسبة للغة العربية المُترجم اليها .

الملاحظة الرابعة : الإتساع ( القاموسى ) فى اللغة العربية للكلمة الإنجليزية المُترجمة , الأمر الذى يتيح البراح الذى ذكرته سابقا لاختيار الكلمة ” اللؤلؤة ” من بين كلمات أخرى عربية كثيرة لنفس الكلمة الإنجليزية , و الذى يحكمه :

1_ تصور شاعرية و ( انطباق ) هذه الكلمة العربية بالذات بما يماثل الكلمة الإنجليزية , كتوظيف للمعنى المُراد فى القصيدة الأصلية .

2_ تصور الإتساق و التناغم لهذه الكلمة مع باقى كلمات البيت من جهة , و مع السياق الشعورى و الموسيقى لباقى كلمات و أبيات القصيدة ككل , بحيث لا يأتى وقعها الصوتى غريبا و متنافرا مع سائر الكلمات و الأبيات , و تتحقق ” السيميترية “_ إذا جاز التعبير _ لتعطى التأثير الواحد للقصيدة المترجمة فى شكلها الكامل .

Shall I compare thee to a summer’s day

“هل اقارنك بيوم صيفي “

“لست أختاً ليوم صيف جميل “

“هـل لـيَّ أن أُشَــبـهـك بـيـومٍ صَـحـوٍ مـن أيام الـصـيـف “

“ألا تشبهين صفاء الصيف “

“من ذا يقارن حسنك المغرى بصيف قد تجلى “

الترجمة الأولى فقط هى الحرفية تماما طبعا, لكنها مباشرة و جافة تماما و بعيدة عن عناصر التخيل لصلابة ووضوح مباشرتها تلك , و هى أشبه باختبار الترجمة الذى أشرت اليه , لكنه اختبار يرسب فيه الطالب إذا كانت الترجمة هى لنص شعرى , لا نثرى , فاللشعر متطلباته الإيحائية اللازمة التى تتبدى شيئا فشيئا فى النماذج المعروضة و بالترتيب الوارد حتى تصل للترجمة العبقرية و المُثلى فى تقديرى فى الترجمة الأخيرة لفطينة النائب و التى أعدها أفضل ترجمة لهذه القصيدة من بين هذه النماذج .

و لنلاحظ ما تطلقه كلمات ” صيف قد تجلى ” من معان فى مقارنته بـ ” الحُسن

المغرى ” , فضلا عن الإيقاع الموسيقى .

و لا يمكن أن تعطى نفس التأثير كلمات مثل :

“يوم صيفى”_ ” صيف جميل ” _ ” يوم صحو من أيام الصيف ” _ ” صفاء الصيف ” …. فهى كلها للنثر أقرب .

Rough winds do shake the darling buds of May

” فالرياح العاتية تزيل براعم ايار الجميلة “

” فالرياح الهوجاء ترعش أحيانا براعم أيـار التي تتـلألا “

” الرياح العاتية عَـصَفَـتْ بـالـبـراعـم الـجـمـيـلـة في شــهـر مـايـو”

“فالرياح قد تعصف ببراعم شهر مايو المحببة”

” ففى الصيف تعصف ريح الذبول

وتعبث فى برعمات الربيع “

” تجنى الرياح العاتيات على البراعم وهى جذلى “

لنلاحظ التعامل المتباين لكلمة Rough winds فى الترجمات :

” الرياح العاتية “_ ” الرياح الهوجاء ” _ ” الرياح ” فقط _ “ريح الذبول” _ “الرياح القاسية “

و أيضا لكلمة shake :

” تزيل” _ ” ترعش ” _ “عَـصَفَـتْ ” _ ” تجنى ” _ ” تهزُ “

و لنضع الترجمات المختلفة إذن لهذه الصورة لنرى الإتساق و القرب من الشاعرية _ أو الإبتعاد عنها _ عند دمج الإستخدامات المختلفة للكلمات العربية :

” فالرياح العاتية تزيل “

” فالرياح الهوجاء ترعش”

” الرياح العاتية عَـصَفَـتْ “

” تعصف ريح الذبول

وتعبث “

“” تجنى الرياح العاتيات “

و لنقارن .

[4]

و يمكننا أن نستخدم نفس الأسلوب فى ملاحظة و مقارنة باقى الكلمات و الصور .

المعنى الإجمالى أو الصورة الشاملة كمقياس للحكم على الإتساق و الترابط .

فى هذه الأبيات الأولى من القصيدة يرى الشاعر أن مقارنة الحبيبة بيوم صيف هى يقينا مقارنة ظالمة , فمدته قصيرة , و هناك رياح

تودى بالبراعم , , و فيه ذلك القيظ الحار أحيانا , و

السحب التى تحجب عين الشمس أحيانا أخرى _ طبقا للصيف فى انجلترا _و لابد للترجمة أن تؤدى هذا المعنى تماما ( خطأ المقارنة و عدم جدواها ) _ حتى لو تمت التضحية بالحَرفية _ فالهدف النهائى ( و هو الإنطباق و نقل أحاسيس الشاعر ) هو المُبتغى , و لا بد أن تسير الترجمة مترابطة متماسكة لتؤدى هذا

التأثير الكلى

و بهذا تصبح ترجمة البيت الأول للدكتور محمد عنانى _ و هو مترجم قدير _على هذه الصورة

” ألا تشبهين صفاء الصيف “

بعيدة نوعا ما عن المعنى العام لكونها أثبتت صورة للصيف تم نفيها مباشرة فى الأبيات التالية , فليس كله صفاء

لكن ترجمة ادوارد فرنسيس

” هـل لـيَّ أن أُشَــبـهـك بـيـومٍ صَـحـوٍ مـن أيام الـصـيـف ؟ “

أقرب لما سيجىء بعد ذلك حيث حددت المقارنة بـ ” يوم صحو ” من أيام الصيف , و ليس الصيف كله,

و الأكثر اقترابا هى ترجمة ” شهاب غانم “

“لست أختاً ليوم صيف جميل”

لكن كلمة ” جميل ” , عادت فتعارضت _ هى أيضا _ مع المظاهر التالية للعصف بالبراعم , و القيظ , و السحب التى تحجب الشمس , فكيف لا تكون أختا له _ هذا اليوم _ إذا كان قد خلا من هذه المظاهر؟ هى ليست فقط أختا للصيف ككل , و بما يحويه من تناقضات

لكن ترجمة ” فطينة النائب “

من ذا يقارن حسنك المغرى بصيف قد تجلى ” “

هى التى بلغت الذرى حيين فجرت فى تساؤلها الإستنكارى الجميل , و فى افتتاحية حاسمة , خيالات لا نهائية عن حُسن هذه الحبيبة اللانهائى , و الذى يخالف جمالها طبيعة هذا الصيف

فهى لامست إستحالة المقارنة , و فى نفس الوقت عبرت عن المظاهر المتناقضة

فى ( التجلى ) الظاهرى الذى يحمل فى باطنه نواقصه , و كان هذا البيت الأول المفتتح تمهيدا منطقيا مترابطا ترابطا وثيقا مع ما جاء بعده من أبيات

_____________________________

[5]

ها هى القصيدة كاملة , و ترجمتها أيضا _ لفطينة النائب التى أعجبتنى ترجمتها _ و يمكن طرح انطباعات عنها بعد قراءتها

,،،فالشعر يقيم صروحا متعددة الأوجه , و فضاءات رحبة متعددة بطبيعة إطلاقه للخيال , و تماسه الرهيف مع الروح , و يهمنا جميعا قراءة الرؤى المختلفة , فهذا إثراء جميل يقينا .

و قد كان إيرادى للجزء الأول من القصيدة فقط هو فى معرض الكلام عن اختلاف التناول_ ترجمةً _ للقصيدة الواحدة طبقا للمعايير التى ذكرتها سابقا , أكثر منه الكلام عن القصيدة نفسها .. هذا أولا .

و ثانيا , لأن هذا الجزء الأول يحمل فى داخله تقريبا الفكرة الأساسية للقصيدة كلها .

shall I compare

Shall I compare thee to a summer’s day

Thou art more lovely and more temperate

Rough winds do shake the darling buds of May

And summer’s lease hath all too short a date

Sometimes too hot the eye of heaven shines

And often is his gold complexion dimmed

And every fair from fair sometimes declines

By chance or nature’s changing course untrimmed

But thy eternal summer shall not fade

Nor lose possession of that fair thou owest

Nor shall death brag thou wanderest in his shade

when in eternal lines to time thou growest

So long as men can breathe, or eyes can see

So long lives this. and this gives life to thee

من ذا يقارن حسنك المغرى بصيف قد تجلى

وفنون سحرك قد بدت فى ناظرى أسمى وأغلى

تجنى الرياح العاتيات على البراعم وهى جذلى

والصيف يمضى مسرعا اذ عقده المحدود ولى

كم أشرقت عين السماء بحرها تلتهب

ولكم خبا فى وجهها الذهبى نور يغرب

لابد للحسن البهى عن الجميل سيذهب

فالدهر تغير واطوار الطبيعة قلب

لكن صيفك سرمدى ما اعتراه ذبول

لن يفقد الحسن الذى ملكت فيه بخيل

والموت لن يزهو بظلك فى حماه يجول

ستعاصرين الدهر فى شعرى وفيه أقول:

ما دامت الأنفاس تصعد والعيون تحدق

سيظل شعرى خالداً وعليك عمراً يغدق

…………………………….

…………………………..

[6]

و ثمة أمثلة أخرى تتصل بترجمة ” رباعيات الخيام ” , و ترجمة قصائد الشاعر اليونانى , شاعر الأسكندرية , ” كافافيس ” ,” ,

و هذا نموذج سريع و بدون تعليق لترجمات ثلاث لرباعية من رباعيات الخيام , و تأكيدا لما سبق :

A book of verses underneath the bough

A jug of wine , a loaf of bread _ and thou

Beside me singing in the wilderness

! Oh , wilderness were paradise enow

ترجمها بدر توفيق _ ترجمة حرفية _ هكذا :

” ديوان شعر تحت غصن شجرة .

زجاجة من النبيذ , رغيف خبز ,

و أنت الى جانبى فى القفار نغنى ,

آه , إن القفار وقتئذ تكون جنتنا “

و ترجمها أحمد رامى :

” زجاجة الخمر و نصف الرغيف ** و ما حوى ديوان شـعر طريف

أحب الى إن كنت لى مؤنســـــــا ** فى بلقع مـن كل ملك منـــــــــيف”

لكن فلننظر كيف ترجمها محمد السباعى ترجمة عبقرية :

” و اخل ُ بى نحسو شرابا عُتِقا

ـــــــــــــــــــــــــــــ ثم نلهو بنشـــــــــــــيدٍ نُمِقا

و رغيفٍ تحــــــــــــت ظِلٍ أورقا

ـــــــــــــــــــــــــــــ و اشــــــد بالألحان ِ يرتدُ الخلا

جنة راق بها الحُسنُ و راع “

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

About The Author

إرسال التعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Contact