قصائد الفياض, الملح, حصاد, عبدالجبار د. ناصر زين الدين 2017-06-22 حصاد الملح// للشاعر/عبد الجبار الفياض//العراق حصاد الملح عن خيرِ أُمّةٍ أُخرجتْ للنّاس تولّى الفجرُ أنْ يأتيَ بخيطٍ أبيضَ في أرضٍ عقَّها حبلُها السّريّ . . . ألقى الظّلامُ عصا ترحالِه أوتادَ خيامِه . . . عَميتِ البوصلة تعسّرتْ ولادةُ يومٍ بعدَ عُقم . . . . . . . . النّاسُ هنا يزرعونَ الملحَ يضرعون أنْ تغفو على بيادرِهم النجوم . . . ضّفادعُ تنقُّ بمُستنقَعِ زمنٍ تنويمةً أحسنَ صنعَها وعّاظٌ يُتقنون فنَّ اللّعق . . . استرقّوا الصّفرَ لصّاً بطاقيةِ إِخفاءِ يحثو لهم تَرَفا ولو أكلتِ الحُرةُ بثدييها سرقَ ثوبٌ جيوبَهُ المثقوبة . . . . . . . . النّاسُ هُنا بأعجازٍ عارية يلعنونَ الحظَّ . . . كسروا المرايا أحرقوا رفوفَ ما كتبوا . . . ماذا يقولُ حزيرانُ لأمةً أضاعَها برميةِ نَرد ؟ نادباً لِمَ لمْ ترسلِ السّماءُ طيراً ؟ وجهُكَ اصبحَ قفا فهل غيرُ لعَنٍ ورجَم ؟ قارعةُ الطّريق تحفظُ أسماءَ الأقدامِ الهاربة ليسَ للقمامةِ أسمٌ آخر! . . . . . النّاسُ هنا يشترون أحلامَ العصافيرِ بعملةٍ مُنقرضة . . . الظّلامُ يتمدّدُ في عيونِ المدينة جفّتْ دموعُ الشّمع لا سِقطَ من زِند . . . يومُهم زحفٌ لحستِ الأرصفةُ أقدامَهم . . . كيفَ يكونُ الطّوافُ إذن ؟ مَنْ قالَ أنَّ أُسافة ونائلة لم يتناسلا ؟ أنَّ هبلَ لم يكنْ مُتعدّدَ الزّوجات ؟ ذيلاً قُطعَ لحمّالةِ الحَطب ؟ أولمْ يزلْ أبو لهبٍ يعبُّها كُّلَّ صباح وحولَهُ مَنْ يعصرون ؟ لا ضيرَ ففي الجماجمِ مساحةٌ للطواف ! . . . . . النّاسُ هنا قاعدون ساحةُ الحربِ لا تكفي لِيذهبْ موسى وربُهُ إلى فرعونَ . . . أوَ إِنَّهُ طغى ؟ ما فتئَ السّحرةُ بين يديهِ لهم أطرافُهم والعيون يُدافُ اسمُهُ برائحةِ الخوْف . . . هامانُ ينتعلُ رؤوسَهم عندَ الباب ؟ التّقطيعُ من خلافٍ أساسُ الحُكم ! . . . . . النّاسُ هُنا يتفكَّهون التّثاؤبُ ابتلعَ الخُضرَ واليابسات استُمرِأَ بعدَها حُثالةَ جدْبِ تعاوروا لَهمْ على ذلكَ كيْلٌ من جوع لباسٌ من خوف . . . ربحوا ما ربحَهُ حُنيْن ! . . . . . النّاسُ هُنا ببريقٍ خاطف يخدعون عيونَ الصّغار إنَّهم سيرزقون دجاجاتٍ تبيضُ ذهباً لا يروْن عيداً بلا جواربَ من حرير . . . أمطارُ الصّيفِ ليستْ كاذبة الآلهةُ تبرُّ بما تَعِد في زمنِ الهباتِ المؤجّلةِ بعدَ فناءِ الأشياء ! . . . . . النْاسُ هنا يقرؤون الهوامش المَتنُ دلوٌ في قعرِ جُبّ لا تُبصرُهُ عينٌ واحدة . . . فقد أطفأَ الأُخرى ذو عصا غليظة لا تُقدُّ لهُ كلمة ليسَ بينَه وما يريدُ شعرةُ قِطْ . . . سبّابتُهُ ترفعُ تخفضُ تُميتُ . . . لعبةُ شطرنج من طرفٍ واحد ملكُ مشطورٌ بينَ كأسٍ وغانية . . . وزيرٌ مخصيٌّ في حرمِ السّلطان . . . حصانٌ ينتظرُ رصاصةَ رحمة . . . قلعةٌ بيعتْ أبوابُها بمزادٍ سرّيّ . . . جنودٌ على عيونِهم غشاوة . . . أيُّها . . احضروا الشمعَ الأحمر ! . . . . . أيَّتُها الأصنامُ الملعونة بعيدٌ عنكِ أنْ تكوني كما أنتِ مما يفعلُهُ فأسٌ بيد حاطم . . . ما لغفاريٍ ألآ يُجردَ سيفاً كعكةٌ فتحتْ دهاليزِ الباستيلِ المظلمة ! لستمْ ممَنْ ينالُكم من حجرٍ رحمة . . . ما جاءَ بهِ أبو رغالٍ جئتُم أنتم الذّيلُ آخرُه اركعوا لأقدامٍ تروْن فيها الثّريّا وترى فيكم حافرَ بَغل . . . ما زالَ موعدُنا الصّبح ! . . . . . حزيران / 17 عبد ال جبار الفياض About The Author د. ناصر زين الدين See author's posts شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)معجب بهذه:إعجاب تحميل... مرتبط
Previous post (منفى الحنين)//بقلم الشاعر فادي شاهين// الأردن Next post رقصة الفراشات/بقلم: د. ديانا أبو حمزة الشامي/لبنان
إرسال التعليق تعليقات الاسم البريد الالكتروني أعلمني بالمواضيع الجديدة بواسطة البريد الإلكتروني. Δ هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.
إرسال التعليق