دموعُ وجراحُ أمتي العربية/بقلم: شاعر الأطباء العرب الدكتور مالك عابد/لندن

دموعُ وجراحُ أمتي العربية
ألقيت في أمسيات شعرية في لندن في
اوتيل راديسون اوتيل – لندن (القصيدة على البحر الوافر)

بلادي يا حنيني يا رجائي ــــــــــــ بها التاريخ يسمو للعلاءِ
أناجيها وأخفي دمعَ عيني ــــــــ وما أشقى دموعَ الكبرياءِ
أعاهدها بإخـــــلاصٍ سأبقى ــــــــ أدين إلى ثَراها بالولاءِ
رموها نصفَ قرنٍ في حروبٍ ـــــــــ مضرّجةً بدَّمِ الأبرياءِ
أأمتنا أجيبي على ســــــؤالي ـــــــــ ِلماذا أمتي بحرُ الدماءِ؟
لماذا وحدُنا نحيا بحــربٍ ــــــــ وجلُّ الكونِ ينعمُ بالرخاءِ؟
أأمتنا بربّكِ سامحــــيني ـــــــــ أجيبي على سؤالي في جلاءِ
إذا كانت عروبتنا بحــــقٍ ـــــــــــــ مقدسةً بها شرفُ العطاءِ
على أهل العروبةِ أن يضحواـــــــــ كقدسي أم على حدِّ السواءِ
أرى في أمتي جهلاً وجهلآً ـــــــــــ وجهلاً فاقَ حداً في الغباءِ
أرى أسَفاً شبابَ العرْبِ تاهواـــــــــ تباهوا بالخلاعةِ والثَراءِ
برولس ريسٍ وغانيةٍ وكأسٍ ـــــــــــ وأموالٍ تفتُّ على النساءِ
وفي فلِسْطين أيتامُ المآسي ـــــــــــ جياعٌ في أعاصيرِ الشِتَاءِ
يناجون المصائبَ في دموعٍ ـــــــــ ومن يجْني لهم ثمنَ الغذاءِ؟
فهذي حرْبُ كلِّ العـــرْبِ حتماً ــــــــ لِمَ غزّه غدتْ كبشَ الفداءِ
أرى نخْلَ العراقِ أســـىً يعاني ـــــــــــ وتفجيراً وقتلاً في بغاءِ
أرى في ليبــــيـــــا ثوّارَ حــقٍ ـــــــــــ لمحوِ الذلِّ هبّوا للنداءِ
عقيـــدٌ سافـــــلٌ فيهِ جـــــنونٌ ـــــــــــ نذالٌ والنظامُ إلى اهتراءِ
وفــي يمنِ المــآسي أريقَ دمٌّ ـــــــــــ وصالحْ ليس فيه من رجاءِ
ومصرٌ لم تزلْ في إضطرابٍ ــــــــــ مباركْ ولّى من بعد الشقاءِ
وفي تونس أرى نصراً عظيماً ـــــــ وبو عزيزي بجناتِ الضياءِ
أسوريا الحـــبيبةُ في مـــآسٍ ــــــــ وجولانُ العروبةِ في استياءِ؟!
حروب الغير في لبنان عذراً ـــــــــــ أعــــادتنا قرونـــــاً للوراءِ
دعوا لبنانَ في العـــلياءِ يزْهوـــــــــ كشَمْسِ الحقِّ في كبدِ السماءِ
حرامٌ أن نــحـــــوُّلهُ رَمَــــــاداً ـــــــــ أعـــيدوا عِزَّهُ وَهَجَ الضِيَاءِ
لماذا شعبُــنا ينــــحو لـــــدِينٍ ـــــــــ وحــــــزْبٍ شوَّها جوَّ الإخاءِ
ولاءُ المرئ للأوطــانِ علمٌ ــــــــــ ومــــــدرسةٌ بها شرفُ الوفاءِ
توحَّدْ موطني في كلٌ حدْبٍ ـــــــــــــ تنـــــــاسى كلَّ أشكالِ العَداءِ
وسِرْ للنصرِ وانبــذْ كلَّ ظُلْمٍ ـــــــــــ هـــــــو التاريخُ سَيْفُ الأقوياءِ
كرامَــتُنا بهـــــا نحيا كباراً ــــــــــــ وإمــــــا الموتُ أشرفُ منْ بقاءِ
عروبَتُنا أيأ شـــرفي ونهجــــي ـــــــــــ ويــــا خَجَلي ويا ألمي ودائي