×

عندما يتحدث الموتى//بقلم: الكاتب مازن الحمداني//العراق

عندما يتحدث الموتى//بقلم: الكاتب مازن الحمداني//العراق

قصة قصيرة


عندما يتحدث الموتى


قف وانظر حولك في المقابر، تجد صور الشباب تملؤها، واسألهم من أوصلهم لتلك القبور، سيخبرك الموتى عن شعارات رنانة، وزعماء يسكنون في القصور، هكذا بدأ المقال الصحفي حميد جاسب، بعد أن عاد من المقبرة.
استيقظ صباحاً وهو مهووس برؤيا في منامه، حيث رأى نفسه في المقبرة، ويتحدث مع أناس يعلم أنهم موتى، قالوا: أستاذ حميد لنا قصص كثيرة تحتاج للنشر، ونريد منك زيارتنا لترى بعينك حكايات يشيب لها الطفل الرضيع، ولهذا أخذ كاميرة وورقة وقلماً ومصحفاً، وذهب إلى حيث تنتهي الحياة الدنيا، وتبدأ رحلة الآخرة، رأى ضريح قبر لصبي لم يبلغ الخامسة عشر، وكُتب على شاهد القبر، الشهيد البطل فلان استشهد في قاطع كذا، قال هذه أول قصة عن جرائم الحرب وفق(( نظام روما الأساسي لعام 1998، الذي أنشأ المحكمة الجنائية الدولية في عام 2002 يعترف بأن “تجنيد أو استخدام الأطفال دون سن الخامسة عشرة واستخدامهم للمشاركة الفعّالة في الأعمال الحربية” هو جريمة حرب)).
فعلاً هناك قصص يتحدث عنها الموتى، بحث في قصة الغلام عادل، فوجد تنظيماً مسلحاً قد جنده، وأرسله لدولة مجاورة، وألجم فم أهله خوفاً وطمعاً، حتى جاؤوا به قتيلاً بعد سنتين من فقده، وقد فقدت خالته رباطة جأشها، ونددت بهم وفضحتهم في تشيع الجثمان، إلا أن بعض النسوة من الأقارب والأصدقاء، قاموا بتهريبها خوفاً عليها من التصفية، وانتهى بها المطاف في ديار الغربة ولا تستطيع العودة إلى البلاد.
وهو عند القبر جاءت امرأة وقد اتشحت بالسواد، لا يرى منها شيء، رمت بنفسها على القبر، وهي تقول: ثكلك آلمني، بني سلبوك مني على صغر سنك، لم يرحموك لا رحمهم الله.
لم يجرؤ على الدنو منها، فهي صورة مؤلمة من آلاف الصور، احترم حزنها على ولدها، وقرأ الفاتحة ومضى…

About The Author

إرسال التعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Contact