×

رمادُ موطني.. قصيدة بقلم الشاعر: ناصر زين الدين/ لبنان

رمادُ موطني.. قصيدة بقلم الشاعر: ناصر زين الدين/ لبنان

 

رمادُ موطني..

 أَعْطوني رماداً…

وقالوا لي : “اذهب”…

**

أَعطوني رماداً…

وقالوا لي: “اذهب”…

وعُلبةً تُشبهُ كَفَني…

**

أَعطوني رماداً…

وقالوا لي:”اذهبْ”…

وعُلبةً تُشبهُ كَفَني…

لمْ أستطعْ أنْ أحملَها…

رَكَعْتُ ووَضَعْتُها على تُرابِ مَوطِني…

فَتَحْتُها،

ودَمْعَتي سَقَطَتْ…

حَتَى أنّي، لمْ أرَ دَمْعَتي…

احتَضَنَها الرَمادُ،

وكَأَنَّها بقايا من أَجسادِ مَوطني…

**

أَعطوني رماداً وقالوا لي:” اذهبْ”…

أينَ هي المنازلُ؟

أَتُراني في الصحراءِ؟

أم في حُلُمِ الضبابِ؟

أمْ أنَّهمْ رَمادٌ في يدي؟

**

أعطوني رماداً…

لا أدري إَن كان رمادَ جسدي…

بَكَيتُ ولمْ أرَ دمعي…

صرختُ ولمْ أسمعْ صوتي…

مشيتُ ولمْ أتعدَّ قبري…

**

أَعْطُوني رماداً…

وقالوا لي: “اذهبْ، أنتَ حُرٌّ”…

لمْ أَرَإلّا حُريَّةَ المقابرِ…

لمْ أَرَ إلّا رماداً في عيوني…

لمْ أرَ إلّا ظُلْمي…

سَجَدْتُ في مربَّعٍ لا يتسعُ لجسدي…

وتأملتُ فراشاتٍ عاليةٍ…

تَرمي الحِجارةَ،

وتَحصدُ الغبارَ…

**

أين حُريَّتي…؟

رَمادٌ… غُبارٌ…

أو مَوْضِعُ جسدٍ لمْ يستطعْ أن يمشي…

أعطوني رماداً وقالوا لي…

هذا رمادُ موطني.

 

 

About The Author

تعليق واحد

comments user
د. ناصر زين الدين

إرسال التعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Contact