×

” لِقَاءُ الأحْبَابِ “… للشاعر محمد نعيم بربر/ لبنان

” لِقَاءُ الأحْبَابِ “… للشاعر محمد نعيم بربر/ لبنان

” لِقَاءُ الأحْبَابِ ”  

بقلم الشاعر محمد نعيم بربر

 ( من بحر الخفيف )

يَا لِقَاءَ الأَحْبَــــابِ كَمْ كُنْتَ حُلْوًا

رُغْمَ مُرِّ الأَيَّــــــامِ وَالأَعْـــــوَامِ

أَشْعَلَتْ فِيْكَ جُذْوَةُ الْحُبِّ رُوْحِي

مِنْ جَدِيْدٍ ، فِي غَفْلَةٍ مِنْ مَنَــــامِ

وَأَبَاحَــــتْ مِنْ غَفْوَةِ الْعُمْرِ سِرًّا

طَــالَ دَهْرًا، مِنَ الصِّبَا وَالْهُيَامِ

أَيْقَظَــــتْ فِيْكَ صَبْوَةً مِنْ حَنِيْنٍ 

وَحَنَــــــانٍ وَفَرْحَـــــــةٍ وَابْتِسَامِ

 وَأَزَاحَتْ عَنْ خَافِقِ الْقَلْبِ جُرْحًا

عَـــــــادَ حَيًّا ، يَئِنُّ تَحْتَ الْعِظَامِ

أَنْقَذَتْــــهُ مِنَ الضَّنَى ، ذِكْرَيَاتٌ

أَيْقَظَتْـــــــــهُ عَلَى جَمِيْلِ الْكَلَامِ

وَأَسَرَّتْ لَـــــهُ عَنِ الْعِشْقِ قَوْلًا

 بَعْدَ بَوْحٍ مِنَ الْحَيَــــــا وَاحْتِشَامِ

 حَدَّثَتْـــــهُ عَنْ غُرْبَةِ الرُّوْحِ قَهْرًا                                                                بَيْنَ مَاضٍ مِنَ الأَسَى وَاضْطِرَامِ

وَاسْتَكَانَتْ إِلَـــــى حِكَايَاتِ عُمْرٍ

ضَاعَ قَسْرًا بَيْنَ الرِّضَا وَالْمَلامِ  

تَلْتَقِيْـــــــــــــــهِ عَلَى صَبَابَةِ ثَغْرٍ

طَـــابَ شَهْدًا عَلَى مَرَاشِفِ ظَامِ

جُذْوَةَ الْحُبِّ ، كَمْ كَتَمْتُكِ كَرْهـًــا

فِي رَمَـــادِ السِّنِيْنَ تَحْتَ الْحُطَامِ

كَمْ تَصَبَّرتُ كَــــيْ أَكُوْنَ عَصِيًّا

فِي الْتِقَــــــاءِ الأَرْوَاحِ وَالأَجْسَامِ

وَتَجَرَّعْتُ مِنْ كُؤُوْسِ الأَمَانِـــي

أَدْمُعَ الْحُزْنِ مِلْءَ خَمْرَةِ جَــامِي

تَتَلَظَّى فِي الْقَلْبِ شُعْلَةَ فَجْـــــــرٍ

تَنْسِلُ النُّوْرَ مِنْ خُيُـــوْطِ الظَّلَامِ

أَسْكَرَتْنِي الْحَيَاةُ مُذْ كُنْتُ طِفْلًا

وَغَزَانِي الْمَشِيْبُ ، قَبْلَ الْفِطَامِ

يَا لِعُمْرٍ مَضَى عَجُوْلًا ، ثَقِيْلًا

كَسَرَابٍ فِي عَالَـــــــمِ الأَوْهَامِ

مِثْلَ نَجْمٍ يَشْتَاقُـــــــهُ وَهْجُ نَجْمٍ

بِانْجِذَابِ الأَضْدَادِ وَسْطَ الزِّحَامِ

تَأْسِرُ الْقَلْبَ قَبْضَةُ الْعَقْلِ فِيْـــــهِ

قَبْضَةُ الْعَقْلِ ، حُجَّـــةُ الْمُسْتَهَامِ

وَتَجَلَّتْ مِنَ الْحَبِيْبَةِ ذِكْــــــــرَى

قَدْ خَشِيْتُ احْتِرَاقَهَا فِي الضِّرَامِ

لَامَسَتْ أَضْلُعِي وَشَاحَتْ بِوَجْهِي

عَنْ لَهِيْبٍ مِنَ الْجَــــوَى وَالْغَرَامِ

وَتَمَاهَتْ كَأَنَّهَــــــــــا فَيْضُ نُوْرٍ  

صَاغَــهُ الْحُسْنُ شِبْهَ بَدْرِ التَّمَامِ

 وَاسْتَفَاضَتْ مِنْ ثَغْرِهَــا قُبُلَاتٌ

رِيْحُهَــا الْمِسْكُ ، طَيِّبُ الأنْسَامِ

قُبُلَات ٌ كَأَنَّهَـــــــــــا نَهْرُ عِطْرٍ

مِنْ وُرُوْدٍ كَثَغْرِهَــــــــــا الْبَسَّامِ

أَمْطَرَتْهَا مِنْ رِيْقِهَا الْحُلْوِ شَهْدًا

فَــاقَ سُكْرًا عَلَى رَحِيْقِ الْمُدَامِ

صَارَ خَمْرًا إذْ خَالَطَتْهُ اشْتِهَاءً

لَذَّةُ الرُّوْحِ قَبْلَ فَضِّ الْخِتَـام !!  

About The Author

Contact