كانونُ… // بقلم الشاعر ناصر زين الدين /لبنان
كانونُ…
بقلم الشاعر ناصر زين الدين
يَأتي كانونُ…
وفي جُعبتِهِ…
أطفالٌ تُغنّي البكاءَ…
جياعٌ تنتظرُالموتَ…
رياحُ العواصفِ…
تطرقُ باباً…
تكسرُ نافذةً…
*******
يأتي كانونُ…
وفي جعبتِهِ…
أعلامٌ سوداءُ وقتلى…
قاتلٌ ينتظرُ الظهورَ…
يتنقلُ ليلاً…
يضربُ ناراً…
ويرفعُ صلاةَ الشيطانِ…
****
يأتي كانونُ…
والوطنُ بكاءٌ…
صراخُ أمَّهاتٍ
وعذابٌ…
حريَّةٌ يقتلُها الغضبُ…
ولا تموتُ…
تنكيسُ أعلامٍ…
وبيروتُ تدمعُ…
القدسُ تُجلدُ…
دمشقُ، تدفِنُ موتاها…
بغدادُ تلمُّ نخيلَها المُقطّعَ…
والأعرابُ تتمزَّقُ…
يأتي كانونُ
والوطنُ مُمزقٌ…
لكنَّهُ لنْ يموتَ…
*******
يأتي كانونُ…
في ذكرى نُحبُّها…
نحتاجُها…
ونبكي أطلالَها…
فنُغرِّدُ لكانونَ…
والوطنُ يجمعُ رُكامَهُ…
يسكبُ كأسَ الدموعِ ويَشربُ…
رجالٌ تُذبحُ…
تُحمَلُ أجسادَها قرابينَ…
لشيطانٍ ينهضُ مِنَ الموتِ…
ليشربَ كأسَهُ الأحمرَ…
*******
يأتي كانونُ…
وفي جعبتِهِ ذكرى
حزينةٌ…
ترفعُنا مِن الركامِ…
لنقاومَ…
لأجلِ الوطنِ الحرِّ…
نقاومُ…
للشعبِ السعيدِ…
نقاومُ…
****
يأتي كانونُ وفي جعبتِهِ…
ذكرى القلمِ والمعولِ…
يبني أوطاناً…
والشعبُ يُستنهَضُ…
******
يأتي كانونُ…
في جعبةٍ…
تحضنُ السلمَ…
تقمعُ الحربَ…
وتخلعُ عن الأعرابِ…
عباءَاتِهم السوداءَ…
وتُهدِيهم حريَّةً…
لوطنِ اللاموت…
لربيعِ اللاقمع…
والقلمُ…
يقاومُ…
والوطنُ يقاومُ…
********
يأتي كانونُ…
وفي جعبتِهِ…
حبٌّ ودمعٌ…
قلمٌ وقلبٌ…
وملاكٌ،
يشعُّ بياضُهُ حرّيةً…
في سوادِ الليلِ…
يأتي كانونُ وفي جعبتِهِ…
هزيمةُ الظلامِ…
وانتصارُ السلامِ…
كمالُ الحروفِ والأقلامِ…
About The Author
