كلمة الأديبة خيرة الساكت من تونس في مناسبة يوم المرأة العالمي لدى منتدى ثورة قلم.

كلمة الأديبة خيرة الساكت من تونس في مناسبة يوم المرأة العالمي لدى منتدى ثورة قلم.

أوّلا أريد أن أشكر منصّة ثقافة إنسانية التي كانت سبّاقة في الاحتفال باليوم العالمي للمرأة .

احتفاء يزيل عنّا نحن النساء بعض التعب و يجعلنا نمضي قدما نحو القمّة .

و أنا من خلال تجربتي الأدبية القصيرة زمنيّا أؤكد لكم أهميّة أن يشعر الانسان بتثمين مجهوده و بمحبّة المحيطين به .

نحن في تونس نحتفل بالعيد الوطني للمرأة كل يوم 13من شهر أوت (أغسطس )

وضعيّة المرأة التونسية مختلفة نسبيّا عن وضعيات المرأة في البلدان العربية بسبب مجلّة الأحوال الشخصية التونسية و لكن بالمقارنة مع المرأة الأوروبية المرأة التونسية تبدو بعيدة.

الصعوبات التي تواجه المرأة الكاتبة – –

. نظرة المجتمع إذ يرى في المرأة الكاتبة مشروع إمرأة متمرّدة تشكّل خطرا على بقية النساء و يصفها بالانحلال الأخلاقي خاصّة إذا ماكتبت عن التابوهات كالجنس و الجسد و الحب أو المواضيع ذات الخلفية الدينيّة و يمكن ان يصل الأمر إلى حدّ التكفير.

. صعوبة أخرى كبيرة جدّا و هي سلطة الزوج

متى تبدأ سلطة الزوج و أين تنتهي ؟

حتى عقد الزواج صمت عن هذه المعضلة و لم يحدّد لنا صلاحيات الزوج ممّا جعله يتغوّل و يستبدّ.

يرفض بعض الأزواج أن تكتب زوجته قصّة أو شعرا

و أن تنشر كتابا بدعوى أنّ الكتابة مضيعة للوقت

و الأفضل تخصيص ذلك الوقت للاهتمام به و تلبية رغباته.

و هناك من يفرض على زوجته رقابة أخلاقية هذا الموضوع حلال و ذلك حرام

و يُسقط كل ما تكتبه الزوجة على حياتها و يتّهمها بالانحلال الأخلاقي و الخيانة و يصل الأمر أحيانا إلى أن يقدم الزوج على محو الكتابات و النصوص

و تمزيق الأوراق و منع زوجته من الكتابة.

نساء كثيرات توقفن عن الكتابة و أُجْهِضَ مشروع كتاباتهنّ قبل أن يرى النور

و هذا أمر مؤلم جدا و رغم انفتاح المجتمع التونسي فإنّ الزوج في نظرته لزوجته لا يزال منغلقا.

صعوبات ذاتية – –

. العائق المادي فأغلب الكتاب ينشرون على نفقتهم الخاصة و هذا أمر مرهق

و أنا أرهقني هذا الأمر . صحيح أن النشر الالكتروني ساعدني في الانتشار و عرّف القرّاء بي لكنّه لا يعوّض النشر الورقي أبدا . .

. صعوبة الترويج للكتاب و الاحتفاء به

. صعوبة تناول جميع المواضيع أثناء الكتابة

. نسبة القراءة المتدنّية

. أزمة الكتاب في تونس و في العالم العربي ممّا يسبّب الإحباط و التفكير مليّا قبل النشر

أمّا بالنسبة لعائلتي فأنا أتلقّى منها دعما كبيرا و أنا

و إن كنت أكتب فهذا بفضل عائلتي التي رسّخت فيّ حبّ القلم و الكتاب

الغاية من الكتابة – –

الكتابة هي مشروع . عند الكتابة أدخل في تحدّ مع نفسي . هل سأكتب نصّا متينا بعد كل الأفكار المتناحرة و الهواجس التي في ذهني ؟

هل سأنجح في معالجة القضيّة التي أتناولها و في لفت الانتباه إليها ؟

من خلال كتاباتي أحاول دائما تسليط الضوء على المعاناة الإنسانية بحثا عن حلّ لهاأهدف أيضا إلى تغيير وضعية المرأة العربية إلى ماهو أفضل و لو أنّي أؤمن بأنّ الكتابة يجب أن تعاضدها القوانين المنصفة للمرأة و الإرادة السياسيّة القويّة لتطبيق هذه القوانين حتى لا تظلّ حبرا على ورق .

توعية المرأة لأنّ إمرأة واعية مثقفة تتمتّع بحقوقها قادرة على تكوين مجتمع راق و تربية ناشئة بطريقة سليمة .

نسبة القراءة متدنّية جدا يعني أنّ ما نكتبه يظلّ حبيسا للكتب و صوتنا لا يسمعه أحد و في انتظار تحسّن نسبة القراءة النضال الأدبي يجب أن يعاضده نضال اجتماعي و سياسي فالكتابة عموما

هي محاولة

لتفسير العالم و فهم الغموض الكونيّ و غموض النفس البشرية

مصطلح الأدب النسوي – –

لا أحبّذ هذا المصطلح حقيقة فما تكتبه المرأة و ما يكتبه الرّجل يندرج ضمن مسمّى الأدب الإنساني .

مصطلح الأدب النسوي يحمل في طيّاته تفرقة

و تقليلا من قيمة ما تكتبه المرأة و هو نتاج لرؤية الرجل و المجتمع عموما للمرأة و هو محاولة لتأكيد الفكرة القائلة بأنّ ما تكتبه المرأة ذاتي منغلق على نفسه و لا يفيد العالم في شيء أمّا ما يكتبه الرجل فهو عالمي .

. إنتاجات المرأة تشهد تزايدا و تضاعف عدد الكاتبات

و لمواجهة هذا الزّخم لجأ بعض النقّاد من الرجال إلى ابتكار مصطلح الأدب النسوي لتصنيف إبداع المرأة في خانة مختلفة و أقلّ من ما يبدعه الرجل .

==========

شكرا مرّة أخرى على هذه اللفتة الكريمة

كل عام و المرأة متألقة مبدعة في كامل أنحاء الكوكب

كل عام و الحياة إمرأة

خيرة الساكت – تونس