×

مشاركة الأديبة لين هاجر أحمد الأشعل في إحتفاء يوم المرأة العالمي بمنتدى ثورة قلم لبناء إنسان أفضل

مشاركة الأديبة لين هاجر أحمد الأشعل في إحتفاء يوم المرأة العالمي بمنتدى ثورة قلم لبناء إنسان أفضل

بقلم لين هاجر أحمد الأشعل

* تأخر الإنتاج المسرحي النسوي العربي*

1)مقدمة:

مصطلح نسوي أو نسائي: هي التسمية التي طفت في الساحة الأدبية في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات قصد إيصال صوت المرأة إلى كلّ الأذهان ودعم قضيتها (المطالبة بمساواة الحقوق مع الرجل). هذا المصطلح خلق إشكاليّة لدى النقاد والكتاب على حد السواء.

شخصيا لست موافقة على استعمال مصطلح نسوي

 – لا حين يتناول الأثر الأدبي أو الفني قضية المرأة –

بل حين تتعلق هذه التسمية بجنس صاحبِه، أنثى أو رجل؛

هذه التفرقة أراها خاطئة. لماذا خاطئة؟

 -أولا لأن الأدب يلامس أحاسيس الإنسان والمجتمع بكل فئاته

بقطع النظر أن يكون العمل كتب بريشة أنثوية أو ذكورية.

 -من ناحية ثانية: الأثر الأدبي يُقيّم حسب قيمته الفنية، الأدبية و الفكرية، وليس حسب مؤلفه -ريشة أنثوية أو ريشة ذكورية !-

 2) بدايات الإنتاج المسرحي الحديث لدى المرأة العربية:

الإنتاج المسرحي هو النص الدرامي، الإخراج، الإعداد و التمثيل…

ذاك اللون الراقي من ألوان الفنون وفد علينا من الغرب في منتصف القرن19 التاسع عشر و ظلّ متأخرا في بلداننا العربية،

فما بالك بالنسبة للمرأة العربية؟

سأذكر على سبيل المثال نساء رائدات في بعض البلدان العربية في التجربة المسرحية.

  _في لبنان:

 كانت المرأة اللبنانية سباقة في هذا المجال الفني فقد صعدت ممثلات خشبة المسرح منذ أواخر القرن التاسع عشر وكلّل هذا الظهور بنجاح باهر.

  _في مصر: كانت المرأة مغيبة تماما عن خشبة المسرح و الرجال يقومون بأدوار النساء يقلدونهن أثناء العروض في(اللبس و الحركات و طريقة الكلام ) وهذا نوع من” الباروديا ” .

في منتصف القرن العشرين بدات المصريات الموهوبات تقلدن

اللبنانيات وكسرن الحاجز الذي يعوقهن من الخوض في فن المسرح أمثال عبير علي و نور أمية.

  _في فلسطين: تشكلت أول فرقة نسائية على يد الرائدة في مجال المسرح: سميرة غندور، تليها الفنانة إيمان عون بتأسيس فرقة عشتار.

  _في العراق : من الرائدات العراقيات ،اسم لا يغيب عن الأذهان:

عواطف نعيم، تلك المرأة التي قبلت كل التحديات، كابدت وقاومت

مجتمعا يهظم حقوق المرأة المبدعة، حتى أنها طُردت من بيت أهلها

غير أن إيمانها بأنّ عقلها المتقد سيضيف لبنة لثقافة بلادها جعلها تتمسك أيّما تمسك بمبادئها وأعطت لفنها روح المبادرة و التجديد و الإبداع.

  _في شمال إفريقية:

سألقي الضوء على الحركة المسرحية النسائية التونسية :

يعود تاريخ المسرح التونسي إلى الأمازيغ ثم إلى الفترة القرطاجية و الرومانية و منذ القدم بنيت مسارح ركحية لاتزال قائمة تستقبل كل عام تظاهرات ثقافية متنوعة.

منذ فجر الإستقلال تكونت في المدارس ما يسمى بفرق الشبيبة المدرسية استقطبت الموهوبين من الشبان و الشابات على حد السواء. وتطورت الحركة المسرحية المعتمدة على العنصر النسائي

انطلاقا من فرق الشبيبة المدرسية.

اليوم ، إلى جانب مهرجان أيام قرطاج المسرحية الدولي، تكوّن حديثا، على يد الفنانة إرتسام صوف المهرجان الدولي للمسرح النسائي تحت عنوان “مهرجان مرا ” انطلق اثر شرارة غضب و إحتجاجات فنانات المسرح التي هضمت حقوقهن.

هو مهرجان مختص في إبراز دور المرأة في المجتمع وفي المسرح

بإفراد خشبته للدفاع عن حقوق فنانات المسرح و النساء بصفة عامة. فيتزامن توقيته عادة مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة(شهر نوفمبر /تشرين الثاني).

ومن النساء العربيات التي كتبن مسرحيات و سيناريوهات:

السعوديتان : رجاء عالم و ملحة عبد الله .

رشا عبد المنعم و داليا بيوني من مصر.

ومن العراق حنان نصراوي كاتبة سيناريو و درامة تلفزية .

و المناضلة عواطف نعيم كما أسلفتُ ذكرها، ومن أهم نصوصها المسرحية:

كنز من الملح، و بيت الأحزان.

3 ) أسباب تأخر ولوج المرأة العربية ميدان المسرح:

يعود سبب تأخر الإنتاج المسرحي للمرأة العربية إلى إستبداد السلطتين: الدينية و السياسية.

  _كسائر الأديان السماوية، الإسلام هو دين توحيد الإله ،لا ينتمي لديانات تمثيل و تجسيد الألهة، فمن هنا جاء تحريم هذه الملامح الفنية التجسيدية التي يعرضها المسرح .

  _الممارسات الحياتية عند العرب، قائمة على حجب المرأة بحيث لا يحق لها الظهور مكشوفة ليراها المتفرجون من الذكور .

  _المسرحي العربي كان يتقيد بتقديم فرجة مسرحية تتناسب مع بيئتنا و ثقافتنا العربية لكي تكون قريبة من المتفرجين و أغلبهم رجال متعصبون، فلم يكن الرجل العربي حرا في انتاجه المسرحي ، فما بالك المرأة التي لم يكن لها مسموحا لها حتى الخروج من بيتها للفرجة المسرحية.

  _في ظلال المجتمع الذي تسوده المعايير الذكورية، و إلى اليوم،

ممنوع على المرأة في بعض المدن العربية نشر نتاجها الأدبي و لا طباعته حتى لا يذكر اسمها و اسم العائلة خضوعا للتقاليد السائدة

لذا نرى بعض الكاتبات تنشرن نصوصهن بإسم مستعار خوفا من السلطة الذكورية، و إذا ما تزوجن، بعضهن تغلقن صفحاتهن الالكترونية إرضاء للزوج المتحكم و المتغطرس.

  _كما أن المنتديات الأدبية الالكترونية المتدفقة تشجع على كتابة الشعر و السرد الروائي ولا توجد بينها من تشجع على قيام ورشات تدريب على تأليف المسرحيات كما هو الشأن لورشات التدريب على كتابة الرواية مثلا.

  _ لم تُعطى للمرأة نفس الحظوظ ففي خضم الظروف السياسية و الاجتماعية زمن الاستعمار ، حيث كان تعلم المرأة أمرا يكاد يكون معدوما.

  _من المعوقات الأخرى، كتابة السرد المسرحي أصعب من كتابة القصة و الرواية فهي كتابة تتطلب أكثر حنكة و لها خصوصيات سردية تتعلق بتقنيات الوصف المشهدي و الحوارية، و تتطلب دراية بكل أنفاس المسرح و الديكور و الأزياء …

فكتابة الدراما تقتضي جهدا كبيرا و وقتا مديدا و نفسا طويلا،

و ربما كذلك السرد الروائي يستهوي النساء أكثر من النص المسرحي لأنه أقرب لشفافيتها و حسها الشعري.

  _ و المرأة الفنانة العربية الحديثة مولعة بالتمثيل التلفزي و السينمائي أكثر مما تهمها الكتابة الدرامية و إن الوسائل السمعية البصرية و شبكات التواصل(انستغرام…وغيرها) تحث على التمثيل و الانتشار السريع

 عبر القنوات على حساب التأليف المسرحي.

 _ و من العقبات التي تعيق الحركة المسرحية النسائية

(و المسرحية بصفة عامة) تعارض تكلفة الإنتاج المسرحي مع ضعف الميزانية و قلة مصادر التمويل و تقصير وزارات الثقافة في بلداننة العربية المفقرة في دعم هذا القطاع الفني الهام الذي لا تقل أهميته التوعوية عن باقي الفنون الحديثة.

  4) الخاتمة:

رغم الحواجز و العراقيل التي أسلفت ذكرها، تظلّ بعض النساء العربيات متمسكة بفن المسرح و تعطيه من جهدها و وقتها لإيمانها بوظيفة المسرح في تحقيق النهضة العربية بتطوير الإنسان داخل المجتمع ، لما لهذا الفن من قرب مباشر من الجمهور المتفرج

لذالك تجعل منه المنتجات المسرحيات منبرا للتعبير الحرّ عن مشاغل المرأة و وسيلة لدعم قضيتها و توعية المراة حتى تكون مستعدة كإنسانة واعية بدورها في تكوين الأفراد ،وفي بناء المجتمع الإنساني، فمن غايات المسرح النسائي إرساء ثقافة إنسانية جديدة تبث الوعي و الود و السلام.

About The Author

Contact