مشاركة الفنانة التشكيلية الأستاذة ديانا أبو حمزة الشامي في إحتفاء يوم المرأة العالمي بمنتدى ثورة قلم لبناء إنسان أفضل

مساء الخير

ومساؤكنَّ ورد وشعر وفَنٌّ وإبداعات.

عندما يحضر الشّعر، يشرق الكون وتحلّق بنا في الفضاء الرَّحيب

أجنحةُ الكلمات، نلامس السّحر ونسمو في عالم من الخيال والرّوعة ودهشة الأُمنيات.

وبحضرة الفنّ تتآلف النُّفوس وتعزف القلوب نبضًا إنسانيًّا مشتركًا، تضبط إيقاعه الألوان بريشةٍ، فَتوحّد حروف اللُّغات.

أُهنّئكنَّ بهذا اليوم الورديّ، الصّديقات الشاعرات، النّاقدات والأديبات النَّاشطات في مجال الثّقافة الإنسانيّة والسّلم الاجتماعي، وأتمنّى أن نضيف في كلّ سنة على سجلّ صفحات هذا اليوم مزيدًا مِن العطاءات والنَّجاح والتّقدّم في سبيل خير الإنسانية جمعاء.

ولإن كانت جذور هذا الاحتفال تعود الى الاحتجاجات والإضرابات الّتي قامت بِها المرأة بسبب عدم المساواة بينها وبين الرجل، فهذا اليوم أصبح للاحتفال بمستوى ارتقائها في المجتمع وتكريمها، ومناسبةً للإضاءَة على إنجازاتها الإنسانيّة والاجتماعيَّة والاقتصادِيّة وغيرها.

وكمقيمة في المملكة العربيّة السعوديّة، عايشت أوضاع المرأة وَتتبّعت مسيرتها منذ سنين وشهدت علَى التّحوّلات الّتي بدأتها منذ انطلاق مسيرة تمكينها في سنة 2015، وسنّ التَّشريعات الخاصّة لحمايتها،

إضافة إلى الإصلاحات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والمدنيّة الّتي عزَّزتْ مَكانتها في المجتمع وجعلتها شريكةً للرّجل، تحقيقًا لرؤيةَ المملكة 2030 وذلك بتفعيل وزيادة مشاركتها في سوق العمل لتقليصِ الفجوة بين القوى العاملة من الجنسين وِتحقيق التَّوازن الاقتصاديّ.

هذه النّقلةُ النَّوعيّةٌ وغير المسبوقة عزّزت دور المرأة في مختلف الميادين ودعمتها لتتبوّأ مناصب

قياديّةً مرموقَةً إضافَةً إلى حضورها اللّافت في مختلف المحافل المحليَّة والاقليميّة والدّوليّة بعد أن كان ذلك حكرًا على الرّجل.

ومع تنامي حضور المرأة السّعوديّة على المستويات المختلفة، فقد برزت أيضًا في المجالات الثّقافيَّة والفنّيّة الإبداعيّة الّتي تعدّ مرآة الشُّعوب وانعكاسًا لرقيّها وواجهةَ حضارة مجتمعاتها.

فالفنون بِما تتضمّنه من رسائل إنسانية عميقة والّتي ينقلها الفنّان إلى محيطه وإلى العالم، تغدو أداة تواصل تـسهم في تمتين علاقَة الإنسان بمجتمعه وتنمية حسّه الجماليّ والارتقاء بذوقه ومبادئه وقيمه وصناعة نهضته.

وبهذه المناسبة الكريمة يسعدني أن أنقل لكم نشاطًا فنّيّا نسويّا لأسلّط الضّوء على الحركة الفنّيّة التّشكيليّة في المنطقة الشّرقيّة من المملكة العربيّة السعوديّة، من خلال المعرض الخليجيّ العربيّ المشترك الّذي أقامته جمعيّةُ الثَّقافة والفنون بالتَّعاون مع مجموعة ألوان الشّرقيّة، بهدف تحقيق التّبادل الفنّيّ والثّقافيّ بين الوسط الخليجيّ لـتأكيد رؤية المملكة 2030 ومواكبةِ توجّهات وزارة الثَّقافة لتمكين المرأة السّعوديَّة وإشراكها في جميع القطاعاتِ الَّثقافيّة والاجتِماعيّة والفنِّيَّة.

وبمشاركة 52 فنّانة تشكيليَّة من المملكة العربيّة السّعوديّة ودولة الكويت ومملكة البحرين ودولة الإمارات ومصر ولبنان، قدّمت الفنّانات 70 عملًا إبداعيًّا من مختلف المدارس الفنّيّة والتّقنيات في معرض”العقيق” وهو الإسم الّذي اختارته مشرفةُ المعرض، الفّنانة التَّشكيليّة عصمت المهندس، لكون العقيق من الأحجارِ الكريمة الّتي تقتنيها المراة، وأضافت المشرفةُ أنَّ لوحات المعرض كالأحجار الكريمة وقد نسّقتها بشكل سرديّ يحكي قصّةَ المرأة في جميع مراحل حياتها بدءاً بلوحة الخطوبة والفرحة، لينتقل إلى الأفكار المتداخلة من الفرح والحزن، والأمومةَ والعطاء، إلى لوحة الحبّ والعاطفة في زمن العولمة ومعاناة المرأة في زمن الكورونا، وصولًا إلى لوحة الاندماج الفكريّ بين الرّجل والمرأة ، إلى الفرح مع الخيل ثمّ لوحة الوفاق والرضا، وأخيرًا لوحة المجوهرات.

أحجار كريمةٌ رصّعت جدران القاعة بمختلف التّقنيّات والمدارس الفّنِّيّة لتشهد على طموح المرأة العربيّة وتصميمها على المضي قدمًا في درب الإبداع.